كيف نخلق دافع التعلم في أطفالنا؟

ريم داود:

توجّس وتخوف، قلق مستمر يراودني حيال واقع التعليم والتعلم الذي آلت إليه مدارسنا وجامعاتنا في الآونة الأخيرة.

رهبة من الفشل وذعر من المستقبل القادم، وأي مستقبل ينتظر هذه الأجيال!؟

يسعى الغالبية منا إلى امتلاك المعلومات والمعرفة بأبسط طريقة وأقل جهد دون الرغبة في البحث والتنقيب عنها، كما يتهرب معظمنا من أداء الواجبات والالتزامات، فكيف إن كانت تلك الواجبات مدرسية مفروضة على الطلاب؟

وعلى الرغم من دأبنا وكدّنا الدائم في مساعدة أبنائنا، ودفعهم للتعلّم، تبقى فاعلية هذا التعلم منخفضة متدنية.

فما الهدف من محاولة تعلّم شيء ما إن لم تكن جيداً فيه، ولن تتذكره بعد القيام به؟

أسباب صحية وأخرى اقتصادية دفعت القائمين على العملية التربوية إلى إيقاف سير العملية التعليمية للسنة الثانية على التوالي، مناهج، معلومات ومعارف افتقدها طلابنا في السنة الماضية، وكذلك هو الحال هذه السنة.

تواجه معظم الأمهات مشكلة حقيقية في المثابرة والتزام أبنائهم بالدراسة وأداء الواجبات المطلوبة منهم، وتكثر الشكاوى والاحتجاجات من قبل أولياء الأمور عن تسيّب أبنائهم وعدم تقيدهم وعدم اتباعهم القواعد التي يجب اتباعها لإنهاء فروضهم المدرسية، ولاسيما بعد إيقاف الدوام المدرسي وتحديد موعد فعلي للامتحانات النهائية.

في حين لمس طلابنا من المراحل اللاحقة ممن لم يشملهم قرار إيقاف الدوام ظلماً وإجحافاً بحقهم مبالغين بالشكوى والغضب شاعرين بالاضطهاد والإساءة تجاههم.

فهل وصل الاستياء بطلابنا إلى هذا الحد من الاستهتار بالعلم والمعرفة ومتابعة تحصيلهم العلمي؟

وهنا لا يسعنا سوى أن نسأل أنفسنا كيف بنا نحث أبناءنا ونخلق فيهم دافعاً ورغبة التعلم والمعرفة؟

بداية وقبل كل شيء علينا أن نشرح لأطفالنا أهمية هذا التعلم، وكيف سيعود هذا التعلم عليهم بالفائدة والمنفعة، كأن نوضح لهم ملاءمة هذا التعلم مع حياتهم اليومية، إذ يجب علينا أن نبين لهم أن افتقار الشخص للمعرفة والعلم قد يضعه في عالم ضيق ويحجب عنه اكتشاف الحقيقة ونورها، ونذكرهم بأن الفشل شيء مكروه لجميعنا، فكلنا يمقت الشعور بالنقص ويتلذذ بالإنجاز، مؤكدين لهم أن الشعور بالنجاح يعزز داخلنا الفخر والثقة بالنفس في امتلاك المعرفة.

كذلك علينا أن نمنح أطفالنا بعض المكافآت على ما أنجزوه من نجاح، وتعرف هذه الطريقة بمصطلح (التعزيز الإيجابي)، وهذا يعني أننا عندما نمنح أطفالنا المكافأة وإن كانت صغيرة لتعزيز سلوك إيجابي قاموا به، فإنهم سيسعون وبشكل دائم إلى تكرار هذا السلوك.

أيضاً علينا ألا ننسى كآباء وأمهات أن نزرع الثقة في نفوس أبنائنا ذلك أن رحلتهم في التعليم المثمر والمجدي تنهض مع النجاحات الصغيرة وتتابع سيرها مع تراكم النجاحات والإنجازات.

وفي نهاية المطاف يمكننا القول إننا كأولياء أمور نشكل الدافع الرئيس لأطفالنا، فنحن نقطة البداية والنهاية في جذبهم وترغيبهم بالبحث والمعرفة، ودفعهم للنهوض وخلق دافع التعلم لديهم.

 

العدد 1102 - 03/4/2024