من بلادي | أوغاريت

يصنّف علماء الآثار سورية مركزاً هاماً لما يزيد عن 40 حضارة تعاقبت على أرضها، وبمواقع أثرية يفوق عددها 4500 موقع، ومنها مملكة أوغاريت التي تعد واحدة من أهم المواقع الأثرية وأكثرها شهرةً في العالم، وقد أسسها الكنعانيون في العصر البرونزي الحديث، وكانت واحدة من أهم مدن الساحل الكنعاني التي تعتبر من أرقى أجزاء الشرق القديم.

كانت أوغاريت في القرنين 15 و14 قبل الميلاد عاصمة لمملكة صغيرة، وتسميتها مأخوذة من أوغارو، أي الحقل في السومرية. كما تعني الأرض الخضراء أو المزرعة (السهل)، وربما قصد بالتسمية القلعة المحاطة بجدار والتي كانت تمثل أوغاريت القديمة.

وقدمت أوغاريت للعالم واحدة من أقدم الأبجديات المكتوبة في التاريخ (الأبجدية الأوغاريتية)، التي ترقى إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وتُدرّس حالياً في 40 جامعة في العالم.

من خلالها اختصرت الإشارات المسمارية الكتابية من 600 إشارة إلى 30 حرفاً، ومعظم النصوص التي سطرت بهذه اللغة هي نصوص اقتصادية وأدبية. والنسخة الأصلية من رقم فخاري بطول 5.5 سم وعرض 1.3 سم محفوظة حالياً في متحف دمشق الوطني. وتتصل هذه الأبجدية بصلة القربى بكل من اللغات الكنعانية والآرامية والعربية والعبرية التوراتية، وكلها تنتمي إلى عائلة اللغات السامية، وتنقسم هذه العائلة إلى عدد من المجموعات هي:

–  السامية الشمالية الشرقية، واستخدمت في وادي الرافدين، وتضم الأكادية بلهجتيها البابلية والآشورية.

– السامية الشمالية الغربية، وتحتوي على الأوغاريتية والفينيقية والمؤابية والعبرية، وعدد آخر من اللهجات الكنعانية.

– السامية الجنوبية، وتحتوي على العربية الكلاسيكية، والعربية الجنوبية القديمة والأثيوبية.

وتعتبر أوغاريت المؤسس الحقيقي للموسيقا الغربية، ذلك أن أقدم القطع الموسيقية المدونة في العالم والتي تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد- سبقت فيثاغورث بألف سنة كاملة- اكتشفت عام 1950 في مدينة أوغاريت، وقام بفك رموزها الكاتب ريتشارد دمبريل صاحب كتاب (آثار علم الموسيقى في الشرق الأدنى القديم).

العدد 1102 - 03/4/2024