(نصنع من موت حياة) مهرجان أسبوعي.. ريف سورية أملها

السويداء- معين حمد العماطوري:

مع ما تشهده البلاد من حصار اقتصادي وضائقة مادية طالت جميع فئات الشعب السوري المقاوم، المتزامن مع ضعف القوة الشرائية، والهيمنة الاستعمارية وسرقة روافع الاقتصاد وخاصة النفط بغية إضعاف الشعور الوطني والانتماء إلى سورية المتجددة والتخلي عن المواقف الثابتة التي من شأنها تعزيز روح الدفاع والمقاومة، فقد شهدت (حديقة الشهيد نضال نعيم (الفيحاء)) في السويداء فعالية اجتماعية وطنية مميزة تحمل مجموعة من الدلالات والرسائل الخارجية والداخلية، بيد القائمين على مهرجان أسبوعي يتضمن العمل وفق رؤى وبُعد وطني وانتمائي للوطن.

عند الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم السبت 13 آذار 2021 أطلقت لجنة مهرجان (ريف سورية أمل سورية) نشاطها الأول بالقيام بحملة نظافة وتنظيف للمسطحات داخل الحديقة والطريق الذي يحيط بها، وذلك بكوادر تطوعية تشترك بها الفعاليات الشعبية والرسمية من دوائر ومؤسسات ومنظمات أهلية وجمعيات ذات علاقة، سيكون كل يوم سبت أسبوعياً ضمن حديقة الشهيد نضال نعيم (الفيحاء) في مدينة السويداء.

مدير المهرجان ورئيس اللجنة عضو المكتب التنفيذي عدنان عزام أوضح أن هذا العمل التطوعي نابع من حس أهالي السويداء بكوادرها وشبابها بأهمية الرد الحقيقي على من يحاول زعزعة العلاقة بين الوطن والمواطن في سورية، والذي سيشهد في كل يوم سبت مهرجاناً يحمل تطلعات وجدانية وإنسانية واجتماعية وتجارية منها أسواق للأعمال اليدوية والمأكولات التقليدية وفرق فنية ليعم الفرح أسبوعياً، وصولاً إلى يوم انطلاق المهرجان في بداية الشهر السابع، وهو رسالة للعالم الخارجي والداخلي أننا شعب نؤمن بالحياة، ونصنع القوة من الضعف، وإرادة صمودنا نابعة من علاقتنا بالانتماء إلى البازلت والأرض المولود بها يقيناً أنها الجزء الأكبر من العلاقة الوطنية والانتمائية للوطنية الصادقة.

وأكد الأستاذ عدنان عزام أن المهندس همام دبيات محافظ السويداء قام بمتابعة أعمال المهرجان وانطلاقته منذ بداية الفكرة، فعمل على تذليل جميع الصعوبات وقام بتوفير مستلزمات العمل لإنجاح هذا المهرجان يقيناً منه أنه عامل علاقة وجدانية بين الفئات المجتمعية والجهات الرسمية، وقد اتصف بتواضعه المعهود حينما قام بصناعة الفطاير ووزعها على العاملين والضيوف بنفسه ممثلاً كبرياء السوري الوطني، ويأتي أهمية العمل بتجسيد التلاحم بين أفراد المجتمع والجهات الرسمية من خلال المشاركة الصادقة والوجدانية والعملية، فجاءت مشاركة اليوم دلالة واضحة على عمق الارتباط بقيمة العمل وكبرياء الموقف الثابت إزاء التنمية المستدامة التي سوف تكون الهدف القادم من السنين.

الجدير بالذكر أن الفعالية وانطلاقها كانت بحضور أمين فرع الحزب بالسويداء والسيد محافظ السويداء الذي بين أهمية هذا النشاط المانح صورة واقعية بما يحمله أبناء السويداء الموسومين على الدوام في السلم والحرب، متسلحين بانتمائهم الوطني الصادق وحبهم للثقافة والفن والإبداع، ونوه السيد المحافظ بأننا اليوم نعمل لإثبات أن العمل ثقافة وميزة نسبية فيه القيمة المضافة الحاملة لينابيع القيم والأخلاق، ولعمري استطاع أن يندمج هذا العمل الوجداني الوطني مع ما تعيشه البلاد من تطلعات في تجاوز محنتها فلعل ما قام به العاملون من تنظيف هي رسالة أن أماكننا سوف تنظف من الإرهاب، وما حديقة الفيحاء بالسويداء إلا هي واحدة من حدائق الوطن الغناء.

ولفت أمين فرع الحزب إلى تظافر كل الجهات للحفاظ على جمال المحافظة ورونقها وأوابدها التاريخية التي تحكي قصة حضارة شعب انتصر في الحرب وأحب الحياة بكل جمالها في السلم.