ما الجديد يا سيد بيدرسون؟
كتب رئيس التحرير:
بيدرسون في دمشق، ونكتب هذه السطور، اليوم الاثنين، قبل صدور أي تصريحات حول نتائج زيارته.
ما الذي يجعل زيارة بيدرسون هذه تكتسب الأهمية التي تسبغها عليها الصحافة الإقليمية والعالمية ومراكز صنع الأحداث أيضاً؟
زيارة بيدرسون لدمشق بدأها من موسكو، بل يذهب بعض المحللين إلى أن بدايتها كانت في البيان الصادر عن لقاء ضامني (أستانا) في سوتشي، الذي شارك فيه مراقبون دوليون وإقليميون، وكان فيه لرافضي حضوره آذان.. وعيون أيضاً.
بيدرسون اختصر هدف الزيارة بأمرين اثنين:
القرار 2254، والوضع الإنساني المتردي للسوريين، وهذا ما يثير الريبة لدينا، ولدى غيرنا أيضاً. فكلّ من يتحدث، في أمريكا والغرب، عن أوضاع السوريين الاجتماعية والإنسانية، كان ومازال يتجاهل الحصار والعقوبات الجائرة التي فرضها التحالف الدولي المعادي لسورية، وهو يلمّح أحياناً، ويصرّح أحياناً أخرى، بضرورة تراجع الحكومة السورية عن ثوابتها الوطنية، في التسويات السلمية الجارية لإنهاء الأزمة السورية، ما يعني ضمناً ممارسة الضغط باستخدام ورقة التجويع، والتهديد بحصارٍ أشدّ، وعقوباتٍ أقسى!
صحيح أن الحل السلمي لأزمتنا الكارثية، سيفتح الآفاق لإنهاء عذابات السوريين الاقتصادية والمعيشية والإنسانية، وهذا ما أكده حزبنا الشيوعي السوري الموحد في وثائقه وصحافته، لكننا وفي الوقت ذاته، أكدنا أهمية عدم التخلي عن الثوابت الوطنية السورية التي تضمن سيادة بلادنا على كل شبر من الأرض السورية ووحدتها أرضاً وشعباً، وضمان حقوق الشعب السوري الدستورية وخياراته السياسية.
معركة السياسة تتطلب، إضافة إلى التمسك بالمسائل الكبرى، حكمةً وحنكةً في التعامل مع الظروف السائدة، وأين نتقدم.. وأين نتراجع.. ولماذا؟ وذلك بهدف الحفاظ على سيادة بلادنا ووحدة أرضنا وشعبنا، واستمرار مواجهتنا للإرهاب والاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي للأرض السورية.
وإذ نؤكّد مجدّداً أهمية ألّا تتقاعس الحكومة، وأن تبذل أقصى الجهود، لتخفّف تخفيفاً ملموساً من معاناة أبناء شعبنا، فإننا نقول للجميع: استغلالكم لأوضاع شعبنا الإنسانية المتردية بهدف إركاع سورية، لن يزيد السوريين إلا تمسّكاً بثوابتهم الوطنية، بسيادة بلادهم ووحدتها أرضاً وشعباً.