أيتها الحكومة.. شبعنا تصريحات!

رمضان إبراهيم:

لم يعد المواطن يلاحق نشرات الأسعار، لأنه أصلاً لا يستطيع اللحاق بها ومجاراتها، فما الذي يحدث؟ وأين وصلنا خاصة أن جنون الأسعار لم يقف عند عتبات اللحوم والأسماك، فهل أصبحت حكراً على فئة قليلة من الناس؟

سلسلة من التصريحات تفنّد ارتفاع أسعار البيض والفروج، منها كما قالوا يعود إلى ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج كالأعلاف والأدوية، إضافة إلى أن تجار الأعلاف والأدوية البيطرية يتحكمون بالأسعار ويبيعونها للمربين بأسعار مضاعفة، كما يرون، وهذا أدى إلى خروج الكثير من مربي الدواجن من الإنتاج وإغلاق مداجنهم وتوقفهم عن رفد الأسواق بمادتي البيض والفروج، بعد تعرضهم لخسائر كبيرة!

أقل ما يقال عن الأسعار اليوم إنها فلكية أو جنونية، بعد أن وصلت إلى أرقام تفوق قدرة المستهلكين على التحمل، بل تجاوزتها بأشواط، فما بالكم إذا قلنا مثلاً إن راتب الموظف لا يكفي لشراء 3 كيلو غرامات من اللحم الأحمر، فماذا إذاً عن مادتي الفروج والبيض لعائلة كان اعتمادها على تلكما المادتين، في ظل ارتفاع أسعار الخضار أيضاً بشكل لا يصدق؟!

استغاثات عديدة طالبت بإنقاذ ما تبقّى من قطاع الدواجن، الذي يعد عماد الغذاء لفئة كبيرة من الناس، فالمربون يخسرون والمواطن الذي لا يرى من النفق سوى عتمته وفقره لا تهمه تلك التصريحات والتبريرات، وما يعنيه فعلاً خطة إنقاذية إسعافية لإطعام تلك الأفواه الجائعة ضمن جدران منزله!!

أما ما يخص تلك الدعوات لمقاطعة اللحوم، فلا مكان لها في حياة المواطن الذي قاطع قسراً وطوعاً تلك المواد لعدم تمكنه من شرائها، فقد صارت من المنسيات في حياته!

كل ما هو مطلوب: بعض القرارات التي تسند ظهور الفقراء، ولا يهم كيف تأتي بل كيف يتم تنفيذها، فما نحتاجه هو خطة آنية سريعة وحاسمة لإنقاذ ما تبقى، ويكفي تكهنات وتحليلات وتصريحات، فقد شبع المواطن كلاماً لا يطعم جائعاً!!

ليس بالتصريحات وحدها يعيش المواطن المتخم أصلاً من التصريحات، والذي باتت البيضة ورغيف الخبز من الرفاهيات في هذه الأيام السوداء، فإلى متى!؟

العدد 1102 - 03/4/2024