إدارة بايدن.. لن تطفئ الحرائق بل ستشعل المزيد

كتب رئيس التحرير:

من أشعل الحرائق متعمّداً، ومن أراد وضع العالم على حافة الهاوية بهدف بقائه القطب المتحكّم بمصائر الشعوب، بعد بروز أقطاب عالمية أخرى، ومن يغذّي التطرف الديني والطائفي والقبلي، ويتدخل عسكرياً وسياسياً لتقسيم دول معادية لغطرسة الكيان الصهيوني في الشرق الأوسط، ويواجه نمو العلاقات الأوربية – الروسية في أوربا بسلاح العقوبات وإثارة الدول المجاورة لروسيا، ويخلق في بحر الصين ظروفاً تستدعي إثارة حفيظة التنّين الصيني الذي أصبح الاقتصاد الثاني عالمياً، وسيكون الأول بعد سنوات، ومن يعرقل بكل الوسائل، ومنها التدخل العسكري والاحتلال، وتغذية نزعات انفصالية، وعرقلة أي جهد سلمي لإنهاء الأزمة السورية التي أرهقت السوريين، هذا القطب وإدارته الجديدة.. القديمة، لن يكون عاملاً في إطفاء الحرائق التي أشعلها، إلا وفق شروط الاستسلام لمخططات أعلنها سابقاً ويؤكدها اليوم.

واهمٌ من يعتقد أن إدارة بايدن ستسعى إلى المساهمة في حلّ أيّ نزاع عالمي أو إقليمي، بل العكس تماماً، فأمام نمو تأثير الأقطاب النامية الأخرى كالصين والهند وإيران، إضافة إلى روسيا، التي تقود تجمعات اقتصادية إقليمية كبرى، ستلجأ الإدارة الأمريكية إلى التصعيد ثم التصعيد، لفرض إرادتها في الداخل عن طريق تحفيز الصناعة العسكرية، وتصدير السلاح إلى مناطق الحرائق التي تشعلها.

التعويل على دور أمريكي، في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة لإنهاء الأزمة السورية، على قاعدة أقرّتها القرارات والتفاهمات الدولية، التي تضمن سيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً، ومنع تقسيمها، هذا التعويل يعدّ حسب اعتقادنا مجازفة كبرى، إذ لا يبررها سلوك الأمريكيين منذ بداية الأزمة، كما لا يبرر الإقدام على هذه المجازفة مؤشرات بدأت بالظهور في الطاقم الذي يعدّه بايدن لقيادة أمريكا في الفترة القادمة، والذي كان مسؤولاً عن الحروب بـ(النيابة) والثورات (البرتقالية) الخادعة، وإطلاق (الجهاديين) لتغذية التطرف الديني.

التعويل الوحيد الذي يعتدّ به اليوم، حسب اعتقادنا، هو على شعبنا، وجيشنا الوطني، على جهود جميع القوى الوطنية التي يعزّ عليها سيادة سورية وكرامة شعبها، وهذا ما على الجميع إدراكه، والعمل على توافق السوريين بأطيافهم السياسية والاجتماعية والإثنية، للوقوف في وجه (تأبيد) الأزمة السورية، عبر تقسيمها والنيل من سيادتها، وحرمان شعبها من حقوقه السياسية والديمقراطية.

الضغوط الأمريكية آخذة بالتصاعد، و(قيصر 2) يضعون عليه اليوم لمساتهم الأخيرة لمزيد من حصار سورية، وخنق شعبها، والصمود السوري حكومياً وشعبياً هو المطلوب، لكنه يحتاج إلى مستلزمات لابد من تأمينها، وهذا ما طالبنا ونطالب به قيادات الدولة والحكومة، وجميع متخذي القرار السياسي والاقتصادي والمعيشي.

لا وقت للمماطلة والتسويف والوعود، ففي انتظارنا استحقاقاتٌ كبرى، في مقدمتها مواجهة الاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي والحفاظ على سيادة سورية ووحدة شعبها.. فلنعمل على وحدة الصف السوري عبر حوار وطني شامل، ولنخلّص المواطن السوري من معاناته المعيشية، ونعلّي من كرامته، فهذا ما يدعم صمود بلادنا في مواجهة قوى العدوان والشر وعلى رأسها الإمبريالية الأمريكية.

العدد 1104 - 24/4/2024