واقع الكهرباء في واد والتصريحات في واد
السويداء- معين حمد العماطوري:
ليس مستغرباً من أصحاب القرار عند سؤالهم عن واقع كهرباء السويداء، أن تكون تصريحاتهم تتناسب مع واقعها المرير الذي يثبت بشكل غير قابل للجدل التناقض في مضامينه، حيث تُطلَق التصريحات عبر وسائل متعددة الأشكال ومعظمها تدور لتوضيح التالي:
-ساعات التقنين هي ثلاث ساعات عتم مقابل ثلاث ساعات إضاءة، لكن الواقع غير ذلك فإن ساعات الإضاءة لا تتجاوز ساعتين، لأن التيار الكهربائي يتم قطعه أما بالساعة الأولى من الإضاءة أو الساعة الأخيرة بحجة العطل، وهذا الأخير أي العطل هو على مدار الساعة إذ لا يتم إصلاح هذا العطل فهو أصلاً مفتعل وغير موجود، ولكن الحجة متوفرة: الحمولة عالية.
-الانقطاع المفاجئ للكهرباء تسبب في حرق العديد من محركات الأدوات الكهربائية المنزلية حتى بات يقيناً أن هناك ترابطاً واقعياً بين الكهرباء والمشتغلين بلف المحركات الذين وضعوا أسعاراً خيالية لإصلاح الأدوات المنزلية.
– توفر المياه المرتبط بالكهرباء، فالناس تصرخ وتنادي مؤسسة المياه لتوفر لهم حاجتهم من المياه، والمؤسسة تستنجد بالمحروقات والكهرباء لأن الأولى لتشغيل المضخات والثانية لعمل الغطاسات ولكن بالطاقة الكاملة وليست بالضعف المنزلي، وهذا يتسبب خلط الأوراق في توزيع المسؤولية بين المحروقات والكهرباء والمياه، والتصريحات مختلطة وفق ما قاله المعري:
كلٌّ يمجّد دينه يا ليت شعري ما الصحيح؟!
في الحقيقة واقع الكهرباء في السويداء أسوأ من المتوقع، فهي تأتي ساعتين وتنقطع أربع ساعات والتصريحات مخالفة ومتناقضة، إضافة إلى ضعف استطاعتها أو قوتها، فهي لا تسمح بتشغيل قطعة كهربائية متوسطة، وهذا يدفعنا لطرح الآتي:
لماذا لا تستقبل شركة الكهرباء شكاوى المواطنين، بحيث يتم الاتصال بهم والناتج الهاتف مشغول وحين تذهب بنفسك إليهم تراهم يلعبون بطاولة الزهر ويتركون السماعة مرفوعة ظناً أنهم مشغولون، والأسوأ رد الفعل: اذهب واعمل ما يحلو لك! بكلام بذيء؟
لماذا حين تُقدَّم شكوى على هؤلاء العاملين بالذات لا يتم محاسبتهم ولا يتم إصلاح الفساد المتراكم؟
والأهم أن هناك حارات وجادات تراها مضاءة وأخرى معتمة لأن المضاءة فيها خطّان يجري التقنين على واحد فيكون الآخر جاهزاً للاستخدام؟
إذاً، واقع الكهرباء بالسويداء يتخلله فساد إداري واضح، وضعف في الأداء الأخلاقي، والأهم حين يكثر اللغط حول شخص معين بأن الناس والأهالي لا يريدونه يصرّ أصحاب القرار على بقائه، فهل هذا الفعل مقصود فعلاً للإساءة إلى رأي الشعب؟
أم هذا الشعب مبرمج عبر روبوت فقط لما يريده أصحاب القرار حين يحتاجونه للدفع بأبنائهم نحو الموت أو لانتخابات مجلس الشعب والإدارة المحلية؟
وهذا ما جعل جل شباب السويداء يهاجرون قسراً إلى بلاد الاغتراب، وفرغت السويداء من الطاقة الشبابية مع قلة فرص العمل وتكاليف الحياة الباهظة.
أخيراً ما نتمناه أن تكون تصريحات الكهرباء ليست وفق ساعات التقنين المتناقضة، ودمتم على إضاءة كهربائية وضمير حي.