مهما طال ظلام الشرّ فهو زائل

ريم داوود:

عام ينقضي ساحباً خلفه أذيال الساعات الأخيرة، كاشفاً الطريق أمام عام جديد نأمل الخير في سناه بعد دموع، آلام، ومواجع لمّا تجفّ، بعد أحباب فارقناهم وأبطال كشهداء ودعناهم. وسيذكر التاريخ ماذا فعلت بنا يا ٢٠٢٠.

في مطلع كل عام تشهد القنوات الفضائية ضجّة إعلامية ضخمة لمنجمين و(علماء فلك) يستهلّون العام الجديد بما في جعبهم وما جمعوه من أحداث توقعات للعام المقبل لينهل منها المشاهدون وفق بروبوغندا إعلامية موجهة وممنهجة.. فهل هناك من عالم في الغيب حقاً؟ أم أنها سياسة خفية جرى زرعها والعمل عليها بهدف توجيه عقولنا نحو أغراض ووجهات مدروسة؟

دقات تفصل العالم لتعاود وصله من جديد بعام آخر.. عام تترقبه البشرية كما يترقب الصياد الفريسة، تساؤلات واستنتاجات لقراءات وأحداث متتالية باتت معروفة واضحة وجلية للبصر والبصيرة، فماذا تخبئين لنا يا 2021 من مفاجآت؟ إننا وبعد مضي ما يقارب العشر سنوات أصبحنا غير مكترثين، أو بعبارة أخرى اعتدنا قسوة الحياة، فلم تعد اللطمات تؤلمنا كما كانت لكن أثرها مؤلم بالتأكيد.. أيام قليلة وسيبدأ التأريخ برقم جديد لتبدأ معه الحياة بأحداث جديدة ووقائع متبدّلة علّ الخير يُكتب بين سطورها.

كوارث، اغتيالات، تفجيرات، أوبئة وانهيار حكومات، هكذا كان حال عامنا الماضي، فهل سيكون القادم أفضل؟

تترقب البشرية قاطبة بداية العام الجديد وسط احتفالات وأهازيج عارمة، ويترقبه السوريون بنظرة تختلف عما عهدوه سابقاً.. نظرة يترجّون فيها بصيص الأمل علَّ الموازين تنقلب والأحوال تتبدّل، أحوال اقتصادية، سياسية، صحية واجتماعية نأمل أن نشهد تحسنها مع مطلع الـ٢٠٢١ فوفقاً للسياسة العامة والقراءات والأحداث التي نشهدها تتجّه الأنظار نحو حلول سياسية قد يكتب بين سطورها الفرج! أما عن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية فحالها مرتبط بالتسويات السياسية التي قد نشهدها وإلاّ فنحن ذاهبون للهلاك، نعم هلاك محتّم في حال لم تتفق الأطراف المتنازعة، فمصير العالم أطماع ومصالح تمّ توزيعها واقتسامها، ولم يبقَ سوى الروتوشات الأخيرة، ورغم كل ما نشهده من صراعات واقتتال على الساحة العالمية والسورية خاصة لم يتزعزع إيماني يوماً بأن إرادة الخير ستنتصر، فمهما طال ظلام الشر فهو زائل لا محالة.

العدد 1104 - 24/4/2024