عدالة القهر والحرمان!

ريم الحسين:

كل تصريح لأحد المسؤولين في الحكومة السورية ترافقه موجة تهكّم وانتقاد تكتسح أحاديث الناس ومواقع التواصل الاجتماعي، ويتمنى غالبية الناس لو أن هؤلاء المسؤولين يبقون صامتين، لأن الكلام إن كان دون معنى أو كان يحمل في طياته معاني سلبية، بعد صمت طويل، هو كلام مؤذٍ وغير مفيد، ولا يضيف أي قيمة، بل على العكس، إنه يقطع الشك باليقين أن هذا البلاء للبلاد والعباد يتفاقم ولن يكون هناك حلول لا على المدى القريب ولا البعيد.

وآخر هذه التصريحات المستفزة كانت للسيد غسان الزامل (وزير الكهرباء) فقد صرح لجريدة (الوطن) أنه (لم نترك مكاناً كان معفى من التقنين إلا وشمّلناه بالتقنين، ونحاول أن يكون هناك عدالة في التقنين نوعاً ما)!

بدل أن يعِد سيادته المواطنين بتحسين وضع الكهرباء والعمل على إلغاء التقنين أو على الأقل عدم الغشّ بفترة التقنين و(أكل) ساعات منها، فإنه (يزفّ بشرى) للشعب بأن (العدالة) ولو كانت منقوصة طبعاً تأخذ مجراها من حيث الحرمان وقتل ما بقي من ضوء في نفوس بعض هذا الشعب المسكين الذي يحاول حتى آخر أنفاسه تحدي صراع البقاء!

ألا يعلم سيادته أن الكهرباء أصبحت وراء البشرية والحضارة، ولم تعد أولوية على هذا الكوكب، وأنها أصبحت ضرورة وواقعاً كالأكسجين؟ وأن أنظار البشرية تتطلع إلى مزيد من التطور في علم الذرة والطاقة وطرق الحصول عليها والاستفادة منها، ونحن نعيش في الظلام ونزرع الحقد في داخل الشعب المستنزف؟!

فأيّ جيلٍ ننشئ يدرس في الظلام ويقتات على البرد والفقر، هذا الجيل الذي كنا نضع عليه القليل من الأمل ليعيد البناء؟!

لا تُحدّثنا عن الحصار والعقوبات، فقد مللنا الحجج والشماعات! حدّثنا ماذا تفعل إدارتكم زيادة عن سابقاتها حتى الآن! وما هي الخطط والتوجهات والحلول على الأرض؟!

هل عدالة الحرمان إنجاز؟!

وإن لم يكن لديكم إضافات، فالأجدى أن هذا البلد لا يحتاج إلى وزارات، فعليكم بإلغائها وتوفير مصاريفها وتوزيع حصصها من الموازنة على الناس ليستطيع شعبنا المنهك شراء الشموع والبطاريات! وهذا اقتراح يشمل جميع الوزارات ذات البطالة المقنعة، والتي تشارككم جمال التصريحات وقلة العمل ونشر الفتنة والفوضى وقتل الناس!

العدد 1102 - 03/4/2024