لم لا نفكر بالمنطق؟

غزل حسين المصطفى:

دائما ما تقول أمي:(على دورنا ما كان في خصوصي…) لتكمل جملتها تلك بمجموعة تفاصيل منها اختلاف الزمن، وكون الكتاب المدرسيّ حينذاك يحلُّ محل المعلم (تقريباً) لما فيه من شرح مفصل لكلِّ جزئية، وكذلك النقطة الّتي يقف عندها كُثر ألا وهي كون المعلم قد كان يُعطي (بضمير) يصنع جيلاً ورجالاً.
هذه الأمور التي قد لا نلتمسها في وقتنا الحاضر(حسب زعم أمي) فهي ترى أن اكتظاظ الصفوف الدراسيّة بالتلاميذ على اختلاف مستوياتهم، التحولات السلبيّة في الكتب التي جعلتها متاهة وفكُّ شيفرات، وتغير طبيعة الضمير التعليمي للأستاذ ليصير تاجراً بعلمه مع وجود بعض الحالات الاستثنائيّة.
هذه الجملة الأخيرة التي تستشيطني غضباً حين أسمعها لكثرة دورانها في مجتمعنا، إذ يرى الكل أن المعلم عليه أن يُضحي ويُفني نفسه لأجل التلميذ، هذا صحيح ولكن هل نظرنا إلى هذا التلميذ الذي بات يعتمد اعتماداً كُلياً على من يقوم بحلّ واجبه ومن يشرح له ويُحفّظه ولو استطاع لجعله يحفظ عنه؟! هل نظرنا إلى المُرتّب الشهري لهذا المُدرّس وسعيه وراء كفاف يومه؟!
لا يمكننا أن ننكر تحوّل بعضهم إلى تجّار، ولكن قلّة قليلة لا يمكن أن تصهر في بوتقتها جمع غفير لا يشابههم.
إذاً ما هو رأيي بموضوع الدروس الخصوصية؟
إنني وبمنطقي أرى أن تفاوت مستويات الذكاء والاستيعاب وتفاصيل المدارس الحكومية قد تتطلّب وجود دورات مساعدة لبعض المواد المدرسية أو الاستنجاد بمعلم خاص.
أما بالنسبة للمرحلة الجامعية، فبعض الطلبة تنتقل للجامعة لتقع في شرخ بين ما هي عليه والمستوى الأعلى من المعلومة أو ربما كما ذكرت آنفاً(اختلاف المدارك والاستيعاب) لا أدري ما الضير في المساعدة لطالما كانت كلّ الأطراف بحالة رضا، رغم حُبي لفكرة البحث والتعلّم الذاتي، لكن هذا الشيء غير متوفر في بلادنا ولا تسمح به ظروف الأنترنت والمراجع وما شابه.
ختاماً:
لا أقبل حين يُحلل كل سبل التكسّب والإضافي وحتّى الرّشوة يعتبرها بعضهم(حلال على الشاطر) ويقفون عند معلم يُذيب حباله الصوتية ويركض بين المنازل.
أدرك تماماً أنه يكسب، لكن كسبه بتعبه وجهد، ما بلغ ذلك باللعب والهزل.
كم أطلب النظرة المنطقية وقياس الأشياء من منطلق كوننا نحن البطل ولسنا قُصاص الرواية أو حكماء العصر.
وكما أقول دائماً… على أمل

العدد 1102 - 03/4/2024