الرئيس الأسد: قضية اللاجئين هي قضية وطنية وإنسانية
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن قضية اللاجئين بالنسبة لسورية هي قضية وطنية إضافة إلى كونها إنسانية، وأننا نجحنا في إعادة مئات الآلاف من اللاجئين خلال الأعوام القليلة الماضية، وما زلنا اليوم نعمل بدأب من أجل عودة كل لاجئ يرغب بالعودة والمساهمة في بناء وطنه.
وشدد الرئيس الأسد في كلمة له عبر الفيديو خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين المنعقد في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق في 11/11/2020، على أن الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج باتوا اليوم وأكثر من أي وقت مضى راغبين في العودة إلى وطنهم، لأنهم يرفضون أن يكونوا رقماً على لوائح الاستثمار السياسي وورقة بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم.
وقال الرئيس الأسد: أتقدم بداية بالشكر الجزيل لأصدقائنا الروس على ما بذلوه من جهد كبير وعمل دؤوب لدعم انعقاد هذا المؤتمر بالرغم من المحاولات الدولية لإفشاله.
وكذلك أتوجه بالشكر للأصدقاء الإيرانيين على ما بذلوه من جهود في هذا الشأن وما قدموه من دعم حقيقي ساهم في التخفيف من وطأة الحرب وتبعات الحصار.
وأضاف: وإنني إذ أثمّن قدومكم إلى دمشق ومشاركتكم في هذا المؤتمر فإنني أخص بالشكر منكم دولاً استقبلت أبناء سورية المهجرين واحتضنتهم وتقاسم أبناؤهم مع أبنائنا لقمة عيشهم وفرص العمل رغم المعاناة الاقتصادية في تلك البلدان.
وتابع: إن قيام عدد من الدول باحتضان اللاجئين انطلاقاً من مبادئ إنسانية أخلاقية … قابله قيام البعض الآخر من الدول في الغرب وفي منطقتنا أيضاً باستغلالهم أبشع استغلال من خلال تحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة بالإضافة إلى جعلهم مصدراً للمال يروي فساد مسؤوليهم دون أخذ أي اعتبار للمعاناة الحقيقية التي يعيشها أبناؤنا في المهجر.
وبدلاً من العمل الفعلي من أجل تهيئة الظروف المناسبة لعودتهم فرضوا عليهم البقاء في تلك الدول عبر الإغراء حيناً والضغوط و التخويف أحياناً أخرى… و هذا ليس مستغرباً فتلك الحكومات التي عملت بجد لنشر الإرهاب في سورية والذي أدى إلى مقتل مئات الآلاف من أبنائها وساهم بإخراج الملايين منهم… لا يمكن منطقياً أن تكون هي نفسها السبب والطريق لعودتهم إلى وطنهم ولا أدل على ذلك من رفضهم المشاركة بهذا المؤتمر الذي يسعى للهدف الذي يبكون زوراً عليه و هو عودة اللاجئين.
وإذا كانت قضية اللاجئين بالنسبة للعالم هي قضية إنسانية فبالنسبة لنا إضافة لكونها إنسانية فهي قضية وطنية… وقد نجحنا في إعادة مئات الآلاف من اللاجئين خلال الأعوام القليلة الماضية …. وما زلنا اليوم نعمل بدأب من أجل عودة كل لاجئ يرغب بالعودة والمساهمة في بناء وطنه …لكن العقبات كبيرة… فبالإضافة للضغوط التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في الخارج لمنعهم من العودة فإن العقوبات الاقتصادية اللاشرعية والحصار المفروض من قبل النظام الأمريكي وحلفائه تعيق جهود مؤسسات الدولة السورية التي تهدف لإعادة تأهيل البنية التحتية للمناطق التي دمرها الإرهاب بحيث يمكن للاجئ العودة والعيش حياة كريمة بظروف طبيعية.. وهذا يشكل سبباً رئيسياً لتردد الكثيرين منهم في العودة إلى مناطقهم وقراهم في غياب الحد الأدنى من متطلبات الحياة الأساسية.
وتابع: ورغم كل ذلك فإن الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج باتوا اليوم وأكثر من أي وقتٍ مضى راغبين في العودة إلى وطنهم لأنهم يرفضون أن يكونوا (رقماً) على لوائح الاستثمار السياسي و(ورقة) بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم.
وقال الرئيس الأسد: إن موضوع اللاجئين في سورية هو قضية مفتعلة، فتاريخ سورية ولقرون مضت يخلو من أي حالة لجوء جماعية، وبالرغم من أن سورية عانت عبر تاريخها الحديث والقديم من احتلالات متتالية واضطرابات مستمرة حتى نهاية ستينيات القرن الماضي.. إلا أنها بقيت هي المكان الذي يلجأ إليه الآخرون هرباً من الاضطرابات والأزمات المختلفة لا العكس.. خاصة منذ بدايات القرن العشرين ومجازره العثمانية وصولاً إلى غزو العراق عام 2003، ولم يذكر كل ذلك التاريخ أي حروب بين السوريين لأسباب عرقية أو دينية أو طائفية، لا قبل تأسيس الدولة السورية ولا بعده.
وفي عام 2014 وعندما بدا أن الدولة السورية في طريقها لاستعادة الأمن والاستقرار قامت تلك الدول بتحريك (داعش) الإرهابية بهدف تشتيت القوات المسلحة وتمكين الإرهابيين من جزء كبير من الأراضي السورية والتي تمت استعادة القسم الأكبر منها بفضل تضحيات جيشنا الوطني ودعم أصدقائنا هذا الدعم الذي كان له الأثر الكبير بدحر الإرهابيين وتحرير كثير من المناطق.
وأضاف: أما اليوم فنحن نواجه قضية مركبة من ثلاثة عناصر مترابطة ملايين اللاجئين الراغبين في العودة و مئات المليارات من بنية تحتية مدمرة بنيت خلال عقود وإرهاب ما زال يعبث في بعض المناطق السورية.
ولقد تمكنت مؤسسات الدولة السورية من التقدم خطوات مقبولة نسبة إلى إمكانياتها في التعامل مع هذا التحدي الكبير… فمع استمرار حربها على الإرهاب قامت بتقديم التسهيلات والضمانات لعودة مئات الآلاف من اللاجئين إلى الوطن من خلال العديد من التشريعات كتأجيل الخدمة الإلزامية لمدة عام للعائدين والعديد من مراسيم العفو التي استفاد منها من هم داخل الوطن وخارجه.
وبالتوازي ورغم الحصار غير القانوني فقد استطاعت الدولة إعادة الحد الأدنى من البنية التحتية في العديد من المناطق كالماء والكهرباء والمدارس والطرق وغيرها من الخدمات العامة وذلك لتمكين أبنائها العائدين من العيش ولو بالحد الأدنى من مقومات الحياة.
وختم الرئيس الأسد كلمته بالقول: أتمنى لأعمال مؤتمرنا هذا كل التوفيق والنجاح من خلال الخروج بتوصيات ومقترحات تساهم بشكل مباشر في عودة السوريين إلى وطنهم لتعود سورية بهم وبمواطنيها الذين بقوا وصمدوا على مدى سنوات عشر أفضل مما كانت.
لافروف: حل أزمة اللاجئين السوريين يتطلب مشاركة المجتمع الدولي وتوقف بعض الدول عن تسييس هذا الملف
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن حل أزمة اللاجئين السوريين يتطلب مشاركة المجتمع الدولي وتوقف بعض الدول عن تسييس هذا الملف مشيراً إلى أن هذه الدول تتحمل مسؤولية معاناة ملايين السوريين الذين أجبروا على مغادرة وطنهم.
وأوضح لافروف في كلمة خلال افتتاح المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين القاها المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف أن انعقاد المؤتمر الذي شاركت روسيا في تنظيمه يأتي على الرغم من معارضة بعض الدول لذلك ومحاولاتها تسييس القضية مشدداً على أن المساعدة في عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى ديارهم من خلال الاحترام الكامل لسيادة سورية ووحدة أراضيها وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 يعد بين أهم الخطوات لضمان الاستقرار طويل الأمد في سورية.
وأكد لافروف أن بعض الدول تستمر بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية وتقوم بتسييس قضية اللاجئين السوريين، ولهذا فإنها تتحمل المسؤولية عن معاناة ملايين السوريين الذين أجبروا على مغادرة وطنهم. وقال إن الدول التي فشلت في إسقاط الحكومة السورية تمارس أساليب الخنق المالي والاقتصادي وتتخذ من جانب واحد إجراءات تقييدية غير قانونية تعيق تقديم المساعدات إلى اللاجئين والنازحين.
ووصف لافروف هذه الأساليب بأنها غير بناءة وغير إنسانية مشيراً إلى أن رفض عدد من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة المشاركة في المؤتمر يمثل دليلاً على ازدواجية المعايير التي تنتهج بحق سورية لتحقيق مصالحها الأنانية الجيوسياسية.
ولفت لافروف إلى أنه ليس من المستغرب هذا الموقف من دول شاركت بشكل مباشر في تأجيج الحرب في سورية وقدمت وما زالت الدعم للتنظيمات الإرهابية مشيراً إلى أن حل مشكلة اللاجئين يستوجب توفير ظروف معيشية كريمة لملايين السوريين الأمر الذي يحتاج إلى مشاركة فعالة من قبل المجتمع الدولي بأكمله.
وأوضح لافروف أن روسيا تقدم بشكل مستمر دعماً لسورية وتبذل جهوداً لضم عدد كبير من الدول والمنظمات المتخصصة للمشاركة في إعادة إعمار الأماكن الحيوية للبنية التحتية والاقتصادية المدمرة في سورية معرباً عن أمله بأن يتمكن ملايين السوريين من العودة في القريب العاجل إلى بلدهم ومجدداً استعداد روسيا للمساهمة في هذا الأمر بكل طريقة ممكنة وتصميمها على الاستمرار في تقديم الدعم لسورية في كل المجالات.
البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين: التأكيد على التمسك الثابت بسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها ومواصلة جهود تأمين عودة اللاجئين من الخارج
أكد البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين على التمسك الثابت بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، ورفض جميع المحاولات الرامية إلى تقويض سيادتها، مشدداً على استعداد سورية ليس لإعادة مواطنيها فحسب بل ومواصلة جميع الجهود لتوفير ظروف معيشية كريمة لهم.
وجاء في البيان الذي تلاه معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان في ختام المؤتمر (يوم 12/11/2020) التأكيد على التمسك الثابت بسيادة واستقلال ووحدة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها، وكذلك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وفي هذا السياق على ضرورة احترام القرارات الدولية بما في ذلك أحكام قرارات هيئة الأمم المتحدة ذات الصلة. وتم التعبير عن الحزم في مواجهة جميع المحاولات الرامية إلى تقويض السيادة الوطنية ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، الأمر الذي يشكل تهديداً للاستقرار والأمن في المنطقة.
وشدد البيان على الحزم في مواصلة محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وصولاً إلى القضاء النهائي على تنظيمي (داعش) وجبهة النصرة الإرهابيين وجميع الأشخاص والجماعات والمؤسسات والتنظيمات ذات الصلة بالقاعدة و(داعش) وغيرها من الجماعات الإرهابية الأخرى المدرجة في قائمة مجلس الأمن الدولي، والإشارة إلى أن نظام وقف الأعمال القتالية لا يشمل بأي ظروف الأعمال الهجومية أو الدفاعية ضد الأشخاص أو الجماعات أو المؤسسات أو التنظيمات المذكورة.
وجدد البيان التعبير عن القناعة بأن الأزمة في سورية لا يمكن حلها عسكرياً، بل بتسويتها في عملية سياسية يقودها وينفذها السوريون بأنفسهم بمساعدة هيئة الأمم المتحدة مع التركيز على الدور المهم للجنة مناقشة الدستور التي شكلت تنفيذاً لمقررات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، التي يجب أن تقتدي في عملها بالسعي إلى تعاون توافقي بناء دون تدخل خارجي أو فرض أطر زمنية معينة بغية التوصل إلى توافق عام بين أعضائها، الأمر الذي يسمح بتحقيق الحد الأقصى من الدعم الواسع لنتائج عملها من قبل الشعب السوري.
وأعرب البيان عن القلق الكبير بشأن الوضع الإنساني في سورية وتأثير الوباء العالمي لفيروس كورونا، مع الإشارة إلى أن هذا الأمر يزيد إلى حد كبير الصعوبات التي تواجه عمل منظومة الرعاية الصحية في البلاد والوضع الإنساني والاقتصادي والاجتماعي، مع التأكيد على رفض جميع العقوبات أحادية الجانب المخالفة للقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة وخاصة في ظروف الوباء العالمي، وإدانة الاستيلاء غير المشروع على الموارد النفطية ونقلها في إطار صفقة بين شركة مرخصة من الولايات المتحدة وما تسمي نفسها (إدارة الحكم الذاتي الكردي) فتلك الموارد يجب أن تكون ملكاً للجمهورية العربية السورية.
وأشار البيان إلى أهمية إحراز تقدم في عملية تسوية أكثر شمولية تساعد على تعبئة الجهود الإنسانية المتكاملة لجميع السوريين المحتاجين في جميع أنحاء الأراضي السورية دون تمييز أو تسييس ووضع شروط مسبقة، وكذلك التأكيد على بناء الثقة بين السوريين وتحقيق المصالحة الوطنية.
ولفت البيان إلى ضرورة المساعدة على العودة الآمنة الطوعية للمهجرين والنازحين إلى أماكن إقامتهم المختارة وإعادة إعمار المناطق المتضررة وفق القانون الدولي ووفق ما ينص عليه قرار مجلس الأمن 2254. وفي هذا السياق يدعو المؤتمر المجتمع الدولي لتقديم الدعم المناسب لتوفير السكن للمهجرين وعودتهم للحياة الطبيعية وزيادة مساهمته ودعمه لسورية بما في ذلك العمل من خلال تنفيذ المشاريع المتعلقة بإعادة الإعمار المبكر متضمنة المرافق الأساسية للبنية التحتية كالمياه والكهرباء والمدارس والمشافي وتقديم الرعاية الصحية والطبية والخدمات الاجتماعية وكذلك العملية الإنسانية لنزع الألغام.
وجدد البيان التأكيد على استعداد الحكومة السورية ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل ومواصلة جميع الجهود لتوفير ظروف معيشية كريمة لهم مع دعوة المجتمع الدولي ووكالات هيئة الأمم المتحدة ذات الصلة إلى تقديم الدعم اللازم للمهجرين والنازحين السوريين وكذلك دعم سورية والبلدان المضيفة لضمان حقهم المشروع والثابت في العودة.
وأعرب سوسان عن شكر سورية لكل الدول التي شاركت في المؤتمر وخاصة الأصدقاء في روسيا الاتحادية وفي هيئة التنسيق المشتركة في روسيا على الجهود المضنية والتعاون المثمر البناء والذي ساهم بفاعلية بتهيئة الأجواء لانعقاد هذا المؤتمر، وقال: نتمنى أن تكون رسالتنا من هذا المؤتمر قد وصلت وبشكل خاص إلى إخوتنا الذين هجرهم الإرهاب بأن موعدنا معهم على أرض سورية الغالية.. كما نتمنى أن تكون رسالتنا وصلت إلى أولئك الذين لايزالون يستمرون في تسييس الوضع الإنساني في سورية.. توقفوا عن ذلك لأنكم لن تحققوا شيئاً من هذا وستفشلون كما فشلتم في مختلف جوانب الحرب على سورية.