الخطر العثماني على السلم العالمي

ريم الحسين:

منذ أن وطئت قدم التركي القذرة تراب هذا الوطن، كانت أسوأ مرحلة في تاريخ المنطقة، وهي تفوق في تداعياتها أي احتلال سابق أو لاحق، فالعثماني يحل معه فقط لا الخراب، لأن أطماعه تتعدى التراب والهواء، إلى تغييرات جذرية في كل مناحي الحياة.

ويكاد لا يمرّ اليوم نزاعٌ على هذا الكوكب إلا ويكون للعدو العثماني دور فيه، تحت عباءة حجة الأسباب الجيوسياسية، لكن الحقيقة أنه يريد إعادة بناء أمجاد إمبراطوريته المهزومة منذ مئة عام، مهما كانت الوسائل، وآخرها استخدامه للدين ذريعة لذلك، عن طريق الظهور بمظهر حامل لواء الدفاع عن المسلمين ودولة الخلافة الجديدة، ودعم التنظيمات الإسلاموية المتشدّدة والمتطرفة، ودغدغة عواطف المسلمين في عدة مواضيع ساخنة، مستغلاً حساسية هذا الموضوع، وضارباً بعرض الحائط علمانية دولته المزعومة التي بدأت بالتقهقر منذ استلام أردوغان المجرم زمام الأمور في تركيا، وانضمامها، في الواقع العملي، إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب دعماً كبيراً.

من سورية والعراق إلى ليبيا ومصر وقبرص واليونان وأرمينيا، واليوم في قره باغ، إضافة إلى عدائه لعدة دول، سواء التي كان يرغب بتوطيد علاقاته معها، كالدول الغربية في محاولات سابقة للانضمام إلى الاتحاد الأوربي، باءت بالفشل، أو الدول العربية والإسلامية التي شارك بعضها أعمال الإرهاب في عدة دول، لكن مصالحه لم تتقاطع معها في بعض الأماكن، فبدأ بالانقلاب عليها وجعل اسم تركيا هو المتداول الأول في أي حرب أو خلاف.

وإضافة إلى ذلك، فالعثماني يحاول أن يحظى بنفوذ وأن يفرض بالبلطجة تأمين ما يزعم أنها مصالحه الحيوية في شرق البحر الأبيض المتوسط، منذ أن كشفت هيئة المسح الجيولوجية الأمريكية عن وجود موارد مهمة من النفط والغاز في هذه المنطقة.

وفي المنحى نفسه تحاول تركيا أن تسيطر على طرُق نقل موارد الطاقة من الشرق الأوسط وبعض دول آسيا باتجاه أوربا، وقد بدأت بالمناورات واتخاذ المواقف العدائية واستقدام الجحافل والجيوش، ومحاولة الالتفاف على اتفاقيات ترسيم الحدود مع عدة دول، وذلك ينذر بحرب شاملة إذا استمر التركي في عدوانه وفرض أجندته الاستعمارية.

ومازالت سورية تعاني من إرهاب التركي منذ بدء الحرب عليها، في شراكة دموية مع الاحتلال الأمريكي ومرتزقتهما من أجل السيطرة على منابع النفط، إلى مساحات شاسعة من حقول القمح، وتمويل التنظيمات التكفيرية وتسليحها ومشاركتها في الهجوم على سيادة سورية، كبداية لحلم تحقيق مشروع تركيا الجديدة أو الكبرى كما عبر عنها المجرم أردوغان في عدة مناسبات.

المنطقة على أرض متحركة تغرق في نزاعات افتعلتها تركيا وأجّجتها بمغامراتها العسكرية ونزعتها التوسعية، فأضرمت النيران في الجوار، وزحفت نحو البلقان وإفريقيا، مستهدفة تحقيق مشاريعها الاستعمارية عبر تثبيت سيطرة إيديولوجية عمادها التنظيم الدولي للإخوان.

العدد 1102 - 03/4/2024