محادثات أوربية صعبة لإنعاش الاقتصاد من وطأة كورونا
اجتمع قادة الاتحاد الأوربي مجدداً يوم الأحد 19/7/2020، في محاولة لإنقاذ خطة إنعاش اقتصادي ضخمة لمرحلة ما بعد أزمة كورونا، إثر اصطدام محادثاتهم أمس بتصلب دول مؤيدة للتقشف تتزعمها هولندا والنمسا.
وتشهد أوربا أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية، ويسعى قادة الاتحاد الـ27 في القمة التي افتتِحت الجمعة، للاتفاق على خطة إنعاش بقيمة 750 مليار يورو لمساعدة الدول الأكثر تضرراً من الجائحة.
لكن هذه الخطة تلقى معارضة شديدة من عدد من الدول الأكثر ثراء والأصغر حجماً، تتقدّمها هولندا والنمسا اللتان تعارضان تقديم مبالغ مالية لدول مثل إسبانيا أو إيطاليا، بسبب تراخيهما في ما يتعلق بالإنفاق العام.
وبعد أكثر من سبع ساعات من النقاشات التي اعتبرت مصادر عدة أنها (بنّاءة)، شهدت المحادثات توتّراً خلال عشاء بين القادة، وذلك بسبب موقف هولندا المتشدد في ما يتعلق بمراقبة الأموال التي قد يتم توزيعها على الدول.
وتبادل قادة أوربا التحية بمرافق الأيدي بدلاً من المصافحات اليدوية وقدموا الهدايا، لكن أجواء التفاؤل سرعان ما تبددت لدى بدء المحادثات، فيما جلس القادة في مقاعدهم في مقرّ خُفض عدد موظفيه وفُرضت فيه تدابير التباعد الاجتماعي.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لدى وصولها (الاختلافات لا تزال كبيرة جداً، لكن علينا أيضاً أن نواجه الحقيقة). وتابعت (لهذا السبب أتوقع مفاوضات صعبة جداً).
وأكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عند وصوله إلى القمة، أنها (لحظة حقيقة وطموح لأوربا)، موضحاً أنه (واثق إنما حذر) حيال نتائج الاجتماع.
وتؤيد ميركل وماكرون خطة إنعاش تتشكل من قروض ومبالغ دعم لدول أعضاء من أجل إنعاش اقتصادات دمرها الفيروس وتدابير العزل الوقائية.
وحذر ماكرون قائلاً إنّ (مشروعنا الأوربي مهدّد)، قبل أن يلتقي رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، المتمسك بعدم تقديم الأموال من دون شروط صارمة وحق نقض خطط إنقاذ وطنية.
من المتوقع أن تكون المفاوضات طويلة وشاقة، إذ تملك كل دولة حق النقض، وقد لا تكون هذه القمة الاستثنائية المقررة ليومين اللقاء الأخير بين القادة.