الأمل المنشود

الدكتور سنان علي ديب:


من الواقع الصعب ومن المُسلّمات الناضحة بالمرارة، لا تخلو جلسة من أيّ نوع في مجتمعنا السوري من الاطّراد في الحديث عن الواقع المعيشي الصعب، وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الضرورية للشريحة الكبرى من السوريين، فصاروا على شفا الفقر المدقع، وحتى الدواء وعدم القدرة على شرائه _إن وجد_ بعد رفع أسعاره المتكرر دخل هذا المسار، ولم تقتصر الشكوى على شرائح الموظفين مدنيين وعسكريين وحتّى التّجار ما تحت محتكري المواد والمتحكمين بالبلد و بحاجات العباد بدؤوا بالشكوى، وكيف لا والقدرة الشرائية للمواطنين شبه قاصرة! ما يعني ركوداً إجبارياً لبضائعهم، التي طالما امتنعوا عن بيعها تناغماً مع سهرات المضاربة على سعر الصرف ورقصاته المخيفة المتكررة، فأصبحوا جزءاً من المعاناة التي تحتاج إلى جهود كل الطاقات والإمكانات السورية، التي ليست بالقليلة، وإن وجدت النوايا والعمل الجاد كفيلة بسد الثغرات والعودة التدريجية لمؤشرات اقتصادية اجتماعية جيدة، وهو ما يعلق عليه البعض الأمل المنتظر بعد انتخابات مجلس الشعب، وتشكيل حكومة جديدة يجب أن تأتي ببرنامج إصلاحي وطني واقعي وأدوات قادرة على السير به للوصول إلى الغايات المرجوة منه، ذات كفاءة وتاريخية مميزة، تعيد ثقة المواطن بمسؤوليه وتنشر مطر الأمل على الحقول المتصحرة باليأس.

وما نسمعه مترافقاً مع المعيشة المتأزمة والقرارات التي تخالف السير المتوقع وعدم الجدية الحكومية بالدفاع عنها، موضوع مجلس الشعب الجديد والمرشحون الذين اختارتهم الأحزاب و من يرشح من مستقلين، وبالتالي تعود الذاكرة لسوابق السنين وتعالي الأنين، وقد يكون هذا النواح منطقياً إن لم نعلم بأن للمجلس دورين رقابي وتشريعي، وللشعب دور رقابي على سلوكه الجماعي وعلى سلوك أعضائه فرادى، وبالتالي في ظل السعي للتغيير أصبح ضرورياً ومن منبع سوري داخلي وطني، وفي ظل توجيهات ومتابعات عليا، أن يفرض على هؤلاء القيام بالدور المنوط بهم، وتصحيح الكثير من الخلل والاعوجاجات السابقة، وإن لم يأخذ بهذا المنحى نعود إلى المثل (كأنك يا أبا زيد ما غزيت).
ونختم بمقولة الراحل الكبير سعد الله ونوس (ما أصعب العيش لولا فسحة الأمل).

الإمكانات متوفرة بانتظار توفر الإرادات الوطنية الجامعة الموحدة المستقلة، من قيادة وشعب وتجار وأغلب القطاعات عامة وخاصة ومشتركة.

فهل يمطر الأمل؟ ما يعيد الاخضرار ويقضي على التصحّر؟!

بالانتظار، وما أصعب الانتظار!

العدد 1102 - 03/4/2024