هزال الجيب يؤدي إلى هزال الأطفال!

ريم سويقات:

الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى هزال أصاب جيب المواطن السوري جعلت منه شيخاً عجوزاً يستند على فُتات ما تساويه الليرة السورية اليوم أمام الدولار الأمريكي!

فقد أفرز الضغط الاقتصادي والنفسي والسياسي المدروس الذي تعيشه البلاد إلى بث حالة من اليأس المجتمعي والاستسلام النفسي والقبول بالأمر الواقع طمعاً في رغيف الخبز فقط، حتى يبقى دخل المواطن رهيناً بإقطاعيّي المال العالمي، وهذا يؤدي لانتشار مجموعة من الآفات الاجتماعية والنفسية للمواطن الفرد الذي أصيب بفقر الجيب، فلم يعد قادراً على تلبية احتياجات أطفاله المادية ولا حتى المعنوية في نفوسهم، وهذا أدى إلى مضاعفات عديدة على الأولاد ظهرت بشكوى الآباء والأمهات من شقاوة الأطفال وتعمد إفساد الأشياء بنوبات عصبية لعدم تلبية احتياجاتهم: (حب، رعاية، حنان، شعور بالاستقرار وشعور بالأمان).

(يؤكد علم الاجتماع النفسي التربوي أن ذلك يؤدي بالتدريج إلى قيام صراع نفسي أو نوعي من انعدام الأمن الداخلي، لا يلبث أن يستفحل حتى يصير فيما بعد الجانب الغالب في تكوين الناحية النفسية للطفل، ويكون هذا السلوك العدواني على شكل (تمرّد، هروب، تخريب). والطفل إذ يقوم بهذا السلوك فإنما يعبر عما لحقه من أذى، وسرعان ما تنعكس هذه الاتجاهات وتوجه في المستقبل نحو المجتمع بصفة عامة).

كما يُحدث نقص احتياجات الأطفال مضاعفات أخرى كاللجوء إلى السرقة للتفريغ عن غضبه، وهذا قد يؤدي إلى الكذب لتبرير موقفه السابق، مما يحدث صدعاً أكبر إذا لم يُعالَج بالشكل الصحيح والفوري.

إن التخلص من آثار هزال الجيب على الأطفال وما يتبعها من تأثيرات نفسية يتطلب إنهاء الأزمة الاقتصادية وإنعاش الوضع الاقتصادي بحل سياسي حقيقي بين القوى المتصارعة في الداخل على الأرض السورية، لأنه من دون الاستقرار السياسي لن يتحقق الاستقرار الاقتصادي ومن ثم الاستقرار النفسي للمواطن الفرد وأسرته حتى يعود جيبه إلى صحته المعهودة سابقاً!

العدد 1104 - 24/4/2024