قانون قيصر.. تصعيدٌ للحرب على الشعب السوري

رزوق الغاوي:

مهما وصَّفنا السياسة الأمريكية وأعطيناها حقها من الوصف الموضوعي، لكونها تتبوأ المكانة الأولى في التاريخ الإنساني الحديث والمعاصر في معاداة الشعوب، وتشكل المثل الأعلى في الغطرسة وانتهاج أشد السياسات ذات البِنى المتوحشة، مهما وصَّفنا تلك السياسة ومضينا في التوصيف، نبقى عاجزين عن إعطاء تلك السياسة ما تستحق.      

لماذا؟

لأن النهج العدواني المتوحش الذي بُدِئ بانتهاجه مُذ وطئت قدم (أمريكو فيسبوشي) أرض العالم الجديد، قد بات عصياً على الوصف الحقيقي والتوصيف الدقيق، لأنه يحمل في كينونته مختلف جينات الكراهية والاستهداف واللاأخلاق واللاإنسانية والتسلط والوحشية والإجرام، وهو نهج أمريكي مارسته جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة ولاتزال، واعتادت عليه شعوب العالم أجمع وبالتحديد شعوب العالم الثالث في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

ولو استعرضنا بعضاً من فصول السياسة الامبريالية الأمريكية تجاه شعوب أوربا وآسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية سابقاً وراهناً، ستتأكد لنا استمرارية النهج العدواني الأمريكي اللامتناهي المؤطر بشعارات زائفة لم تعد تمُرُّ أو تنطلي على أحد أو تخدع أحداً، ولعل أكبر مثال على ذلك، العقوبات الأمريكية المتخذة ضد سورية والمتوجة قبل أيام بما أسمته واشنطن (قانون قيصر) الذي يشكل تصعيداً للحرب الاقتصادية الأمريكية ضد الشعب السوري ولم يستثنِ حتى قطاعي الغذاء والدواء الحيويين للمواطنين السوريين وخاصة في ضوء الحاجة السورية الماسة للمواد الغذائية والأدوية وتلك الخاصة بمكافحة كورونا. 

بموازاة ذلك جاء إقدام قوات الاحتلال التركي والميليشيات التابعة لها وطائرات التحالف الأمريكي الغربي على حرق نحو مئة دونم من حقول القمح والشعير في قرى خربة الظاهر ورشو وصفيا والميلبية والمجرجع ومناطق تل براك والشدادي في محافظة الحسكة، بما من شأنه تشديد الخناق على الشعب السوري وتعقيد أزمته المعيشية.

في السياق وفي معرض تنديدها بالعقوبات الأمريكية والغربية المفروضة على سورية، رأت موسكو أن الدول التي تعتبر نفسها نموذجاً للإنسانية والأخلاقية لم تُصغِ لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تخفيف العقوبات ضد سورية في ظل جائحة فيروس كورونا، بل إن تلك الدول سارعت، وعلى العكس من ذلك، إلى تمديد هذه الإجراءات العقابية.

بهذا الصدد أكد السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف (الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مجال تطوير العلاقات مع سورية) عمق العلاقة بين بلاده وسورية والتزامها بنهجها الداعم لها، لافتاً إلى أن الأحداث التي تحصل يومياً في العالم وخاصة في سورية أكدت وقوف روسيا وحلفائها في الجانب الصحيح من التاريخ، معرباً عن قناعته بأنه لا يمكن التغلب على روسيا وسورية من خلال الإرهاب الاقتصادي، ومؤكداً فشل المحاولات الرامية لفرض إرادة أطراف أخرى على الشعب السوري بقوة السلاح، مشيراً إلى أن موسكو ودمشق توصلتا إلى أرفع درجات الثقة والتفاهم المتبادل خلال سنوات الحرب ضد عدو مشترك وأن بلاده ماضية في نهجها المبدئي لدعم الشعب السوري.

الأحد 21/6/2020

العدد 1104 - 24/4/2024