من العثمانيّ إلى الأمريكيّ.. إصرارٌ على انتهاك السّيادة وحربٌ على الشّعب السّوريّ

ريم الحسين:

يتابع العدوّ العثمانيّ تكريس احتلاله للمناطق الّتي يسيطر عليها مع جيشه من المرتزقة التّكفيريين والذين يغلب عليهم الفكر الإخوانيّ المتشدّد، ويحاول العثمانيّ نشرهم في عدد من الدّول والمناطق مستخدماً أقذر الأساليب دون رادع من الدّول الّتي تدعي العلمانيّة وحقوق الإنسان حتّى الآن، بل على العكس تساعده في تنفيذ مخطّطاته وتثبيت احتلاله ليكون مطيّة لتنفيذ رغباتها في سرقة الشّعوب ومصادرة حريتها وأوطانها، كما يفعل الأمريكيّ مع مرتزقته في شرق الفرات وكلّ منطقة في العالم يريد نهب ثرواتها واحتلالها وفرض تبعيتها له والولاء لمشاريعه الإمبرياليّة الاستيطانيّة.

يقوم التركي اليوم بمزيد من سياسات التّتريك الممنهجة منذ بداية اعتدائه على الأراضي السّوريّة، فمازال يستقدم جحافل جيشه ومدرعاته ومرتزقته ويحتلّ المعابر والأراضي، ويرفع راياته على المقار الرّسمية لمرتزقته، ويدخل لغته وتاريخه في المناهج التّعليميّة، ويمنع إرهابيوه طلاب الشّهادات (التاسع والبكالوريا) من العبور إلى مناطق الدّولة لتقديم امتحاناتهم رغم مناشدة هؤلاء الطّلاب للمجتمع الدّوليّ التّدخل والسّماح لهم بحقّهم في التّعليم وبناء مستقبلهم. وقد بدأ أيضاً بتصدير مرتزقته إلى الدّول الأخرى كما يحدث الآن في ليبيا، وآخر هذه السّياسات القذرة هي إحلال العملة التركيّة محلّ اللّيرة السّوريّة في مناطق سيطرته وفرضها كعملة شرعيّة للتّداول تحت طائلة المسؤوليّة!!! كما تفعل مناطق الاحتلال الأمريكي برعاية مرتزقة (قسد) من سرقة النّفط والقمح ومنع مروره إلى مناطق الدّولة السّوريّة، والبدء بضخّ الدّولار كعملة بديلة أيضاً والاستغناء تدريجيّاً عن التّعامل بالّليرة السّوريّة، وتغيير كلّ المناهج التعليميّة أيضاً لمحاولة طمس الهويّة وتزوير التّاريخ والتّصرف كدولة داخل الدّولة!

بعد خسارة الأعداء على الأرض وعدم قدرتهم على تحقيق أطماعهم بإخضاع الدّولة السّوريّة، نتيجة الملاحم الّتي صنعها أبناء البلد من الجيش السّوريّ وبدعم من الحلفاء، يحاول العدوّ اليوم الضّغط على الدّولة السّوريّة عن طريق حرب اقتصاديّة ممنهجة مستخدمين شتّى الوسائل بتضافر الجهود مع أرباب الفساد في الدّاخل السّوريّ، لحصار الشّعب السّوريّ وخنقه والتّعدي على لقمة عيشه، ولم تتوقّف منذ بداية الحرب لكنّها اليوم تبلغ أشدّها وعلى كلّ المستويات.

الرّهان اليوم على صمود الشّعب السّوريّ، لكن ماهي الخطوات الّتي ستقوم بها الدّولة لإعطائه أدنى مقومات الصّمود!؟ وماهي الإجراءات الّتي سيتمّ تنفيذها لمواجهة هذه الحرب المتجدّدة والأصعب؟

الشّعب السّوريّ أثبت قدرة على المواجهة والصّبر كما لم يفعل أيّ شعب على مرّ التّاريخ، وسيتابع لكن مع غياب لدور الدّولة، فهل نستطيع الطّلب منه ما لا يحتمل؟

اليوم نحن أمام حرب وجوديّة بكلّ معنى الكلمة تشمل التّراب حتّى رغيف الخبز، وما زلنا بانتظار إجراءات على أرض الواقع من الدّولة والحلفاء المعنيين معنا بهذا الخطر والعقوبات والحصار، للجم أطماع العثمانيّ والأمريكيّ وحلفائهما، ولمساعدة الاقتصاد السوريّ على النّهوض بعيداً عن كلام الإعلام والخطوات البسيطة دون جدوى حتّى الآن، وبعيداً عن الإيمان المتجذّر بالقدرة على المواجهة كما حصل سابقاً!

أما حان الأوان لوضع حدّ لتجاوزات العثمانيّ والأمريكيّ وتحرير ما تبقى من أراضٍ سوريّة تحت احتلالهما!؟ والبدء بإعادة إعمار شاملة وتفعيل الصّناعة والزّراعة، فالإنتاج المحليّ والاكتفاء الذاتيّ هو وقود الشّعوب للمواجهة وكبح الأطماع؟

هذه تساؤلات كل مواطن سوريّ مخلص لوطنه ملّ من الخطابات الخشبيّة، فعندما تتحرّك الأمعاء الخاوية تصبح كلّ الشّعارات بالية.

المجد للشّهداء، حماة الدّيار عليكم سلام.

العدد 1102 - 03/4/2024