كي لا نبقى نراوح في المكان!

رمضان إبراهيم:

ما وصلنا إليه اليوم من أوضاع معيشية واقتصادية مؤلمة جداً، لأسباب ليست خارجية فقط تتعلق بالحصار والعقوبات الجائرة علينا وأزمة كورونا، بل وداخلية أيضاً تتعلق بسوء أداء بعض مؤسساتنا، ما جعل نسبة كبيرة من أبناء بلدنا تتجاوز مرحلة القلق الإيجابي مما هي فيه ومما ينتظرها في قادمات الأيام، وتدخل مرحلة القلق السلبي والخوف من المستقبل الغامض في ضوء تسارع الأمور المعيشية نحو الأسوأ يوماً بعد يوم وعدم وجود قرار يلوح في الأفق القريب!!

هذا الواقع السيئ غير المسبوق يتطلب من أصحاب القرار عملاً وجهداً وأداءً استثنائياً بعيداً عما نحن فيه من تقصير وترهل وروتين وبيروقراطية وخلل وفساد، لأن استمرار الأداء وفق ما نحن عليه لن يؤدي إلا إلى المزيد من التراجع والمعاناة والفقر، ومن ثم المساهمة في تحقيق الأهداف التي يسعى إليها أعداؤنا منذ بداية الأزمة والحرب القذرة علينا.

وحتى لا نبقى في العموميات نشير إلى أن الأولوية يجب أن تعطى لزيادة إنتاجنا المحلي وبالأخص الزراعي، عبر دعم الأسر الريفية للعودة إلى الزراعة المنزلية وزراعة مساحات الأراضي المتروكة، ودعم الفلاحين والمزارعين المنتجين للقمح والشعير والقطن والشوندر والبطاطا والذرة وكل أنواع الخضار والفواكه، عبر تخفيض تكاليف الإنتاج التي باتت تنذر بخطر التراجع عن الزراعة، وعبر مبادرات جديدة تتعلق بالتسويق الداخلي والتصدير للفائض عن الاستهلاك المحلي، بحيث نصل في وقت قريب إلى الاكتفاء الذاتي بأسعار تناسب المنتج والمستهلك.

وضمن إطار ما تقدم نرى أن كل ما قرأنا عنه وسمعناه في هذا المجال على لسان الجهات المعنية، ما زال يدور في حلقة مفرغة ولا يخرج عن إطار الكلام والتعاميم والتصريحات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وهذا ما يُؤكده الفلاح وكل من له علاقة بالأرض والزراعة، عندما نسأله حيث ينطبق على كل واحد منهم : ( أسمع كلامك أصدّق، أشوف قراراتك أستغرب) من التحرك والعمل والمتابعة بذهنيات وعقليات تفكر من خارج الصندوق وتنطلق من عند المنتج وليس من عند غيره، وتكون حريصة كل الحرص على مصلحة الوطن والمواطن والخلاص الجماعي، وليس على مصالحها الشخصية الضيقة والخلاص الفردي.

أخيراً

شئنا أم أبينا فإن الواقع السيئ الذي يعصف بنا الآن لا يمكن أن نجد له حلاً في ظل بقاء المعنيين في الحكومة في المكان نفسه يراوحون، مما يوجب علينا أن نراوح ونراوح ونراوح!!

العدد 1104 - 24/4/2024