الصحة للجميع والشفاء لكوكب الأرض
وعد حسون نصر:
نعيش حالة وباء جامح اجتاح كوكبنا هذه الفترة والسبب غير معروف، قد يكون خطأ في تركيب بيولوجي، أو جاء كما ورد من الحيوانات، أو هو حرب بيولوجية لظهور قوى جديدة على كوكبنا تفرض سيطرتها الاقتصادية والسياسية في أنحاء الأرض. وبسبب الأمراض السارية التي باتت تجتاح كوكبنا وتزعزع السلام الداخلي في أرجاء هذه الكوكب، عملت العديد من الدول على اتخاذ إجراءات قاسية لاحتواء الأمراض والحدّ من انتشارها، في حين يواصل اجتياح هذا الوباء أراضيها. كما طالبت منظمة الصحة العالمية كل الحكومات ببذل المزيد من الجهود للحدّ من انتشاره.
وطالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية دول العالم أجمع بمزيد من الإجراءات، وقال إن الطريقة المثلى لتفادي الإصابات وإنقاذ الأرواح هي كسر سلسلة انتقال العدوى من خلال الفحص والعزل، وخاصةً للأمراض السارية المعروف أنها تنتقل بواسطة العدوى وسرعة انتشارها كبيرة جداً، ومن جهةٍ أخرى أكّدت منظمة الصحة إجراء أعمالها للحدّ من تفاقم الأمراض أن هذا الوباء وانتشاره السريع يشكّل مأساة إنسانية وأزمة صحية عالمية، وأن مخاطره كبيرة على الاقتصاد العالمي، وهنا لابدّ أن تقوم المنظمة بعملها في طلب مقاربة دولية قائمة على العلم والبراهين، وأن دولهم ستنسق الجهود للحدّ من انتشاره ومن ضمنها اتخاذ تدابير تتعلق بالحدود، ولذلك لابدّ من التركيز على أهمية التعاون وتوثيق الجهود لضمان تحقيق استجابة عالمية قوية ضدّ انتشار الأوبة الفتّاكة، لذلك فإن الدول التي تهاونت في اتخاذ إجراءات وقائية واحترازية تأثّرت بانتشار الوباء الساري سريعاً ما يستدعي من باقي الحكومات بذل المزيد من الجهود، لذلك تحثُّ المنظمة القادة المعنيين ووزارات الصحة على الوقاية من العدوى وعلى تقييم ما إذا كانت بلدانهم تستوفي معايير الوقاية من العدوى ومكافحتها، وإذا كانت ترصد الوضع وتعمل من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة ذات الجودة العالية، وكان عملها ضمن فرض مجموعة تدابير من قبل المنظمة ومن قبل الحكومات، وعلى الأفراد بالمجتمع الالتزام بما يُملى عليهم من أجل التصدي لأيّ وباء، فالتعاون مطلوب من الجميع لنقف سداً منيعاً في وجه العدو الأقوى للبشرية، وأن نتمتع بثقافة واسعة بالصحة الوقائية، إضافة إلى نشر الوعي من خلال منظمات صحية ونشرات توعية عبر وسائل الإعلام للتركيز على الصحة النفسية، لأن العامل النفسي يلعب دوراً في مواجهة وهم أي مرض، لذلك يجب التأكيد على أن الحاجة إلى الحماية في البيئة بشكل عام، والبيئة سريعة التغيّر بشكل خاص لا تقتصر فقط على الإنسان لكنها تشمل الحيوانات والنباتات وكل من به روح وحياة، وهنا يأتي دور الحكومات التي عليها أن تجعل صحة الإنسان وعافيته المحور الأساسي على كل الأصعدة سواء في السياسات الخاصة أو الاقتصاد أو حتى في تغيّر الأنظمة، وبذل الجهود الرامية إلى حماية الصحة والتركيز على أن الإنسان هو محور هذا الكون وصمام أمنه وصحته هي مؤشّر على حياة وبيئة سليمة. وهنا نحن بحاجة ماسّة إلى وزارة صحة تعزّز سياسة الصحة العمومية وممارساتها من أجل التصدي لمشكلات التلوّث التي تؤثّر بشكل مباشر على الصحة الوقائية للإنسان والعمل على حماية البيئة الصحية النظيفة والتقليل من انتشار التلوّث الذي يُعتبر سبباً مباشراً في تفاقم الأمراض والأوبئة، وهنا يأتي أيضاً دور الحكومات والمنظمات وكل من هو في موقع القرار للعمل على حماية شعوبها، والأهم في هذا الصدد هو أننا نحتاج إلى أن يقوم الأفراد باختيارات شخصية تُعزّز الصحة وتكون في آن واحد قادرة على اطلاع كافٍ بكل المتغيّرات والمستجدات المرضية والبيئية والعمل على نشرها للمواطن للتوعية وحصرها وانحسارها لكي لا تتفشّى وتجتاح أنحاء الدولة والعالم. لذلك يُعتبر وعي المواطن عاملاً أساسياً للحدّ من تفاقم الوباء حسبما أكدت منظمة الصحة العالمية من خلال نشرها للتعاليم ومدى التزام المواطن في تطبيقها.
تعمل منظمة الصحة العالمية جنباً إلى جنب مع وزارة الصحة والأفراد لتعزيز قدرات الدولة على الكشف المبكّر لأيّ وباء، والاستجابة السريعة في إطار الالتزام الكامل بتدابير اللوائح الصحية الدولية، كما أنها تدعو المواطنين إلى التزام الهدوء، واتخاذ الاحتياطات اللازمة للمحافظة على سلامتهم وسلامة أحبائهم وللوقاية الصحية على الصعيد العالمي، ويبقى الدور الأكبر للدول ذات السلطة الصناعية والسياسية المتحكمة في زمام الأمور أن تعمل من جانب إنساني فقط بعيداً عن المطامع السياسية والاقتصادية لتجنب كوكبنا كارثة الانهيار بوباء قاتل يفتك بالبشرية جمعاء.