فقاعات.. فقاعات.. ماذا بعد؟!
ريم سويقات:
بين (تطور) أفقي في سلسلة معبّدة ممتدة من قرية (حمام قنية) إلى مدينة طرطوس، وميكرو باصات تربط بين حلقاتها، أدى نقص أعدادها، منذ 10 سنوات حتى الآن، إلى (تراجع) عمودي قطع الركاب في الربع الأخير من السلسلة، ومنع المواطن من ارتداء طوق الراحة، وأجبره على أن يحلّ محلّه طوقٌ ثقيل أضناه.
هل تعرفون إحساس (العزلة) وهمّ الوصول إلى بيوتكم بعد يوم عمل شاق، محمّلين بما تفتقده قراكم من أساسيات تسمح بشرائها محتويات الجيوب؟
هذا ما يعانيه سكان القرية يومياً. إنه الهمّ الذي تتجاهله كل الجهات التي تملأ الدنيا ضجيجاً حول خدماتها للمواطن!
في حديث مع سكان القرية حول ذلك، قال أحدهم: هناك سرفيس واحد فقط يقلّ الركاب الساعة السادسة صباحاً من القرية إلى مدينة طرطوس، لكنه لا يعود إلى القرية مرة أخرى، إنما يعود إلى منطقة (الشيخ بدر) حيث تجّمع السرافيس للقرى الأخرى المجاورة، ومن هناك بإمكان سكان قرية (حمام قنية) أن يستقلوا سرفيساً من منطقة الشيخ بدر إلى ناحية (برمّانة) التي تتبع لها القرية إدارياً، وأضاف: الناحية هي المحطة الأخيرة للسرفيس حيث يبقى قريتان هما: (جوبة مجبر، وبشمعة) للوصول إلى حمام قنية (دون سرافيس!) وذكر مواطن آخر: في بعض الأحيان يصل السرفيس إلى (جوبة مجبر) ولكن لا تكفي خطوة واحدة كي تُحلّ المعضلة!
وحين سألنا أهل القرية عن كيفية العودة للمنزل؟ كان الجواب: (أنت وحظّك! إذا مرقت سيارة بتعرفا أو موتور رح تخلص من الشنططة، وإلا رح تضطرّ تطلب تاكسي أجرة!). وإذا أجرينا حساباً ذهنياً لراتب الموظف العادي وأجور المواصلات فستكون نتيجة القسمة دون باقٍ 1000 ليرة أجرة التاكسي و30000 راتب الموظف شهرياً، وبذلك يضيع الراتب على الطرقات، ويبقى هذا الموظف على باب الله!
وما يثير السخرية أيضاً أن الحلّ الآخر عند البعض هو: التعطيل عن العمل!
وأوضحَ آخر عند سؤاله: ما سبب نقص عدد السرافيس بينما كانت موجودة منذ 10 سنوات 7 سرافيس للقرية: كانت ذريعة أصحاب السرافيس: (لا يوجد عدد ركاب كافٍ من مدينة طرطوس إلى القرية فالمواطنون العاديون، الموظفون، وطلاب الجامعة لا يعودون في رحلة العودة مع سرافيس القرية، ويتفرقون فيركبون حافلات أخرى، وقيل فيما بعد إن واسطات عدة قد عُقدت واسطات من قبل أصحاب السرافيس مع المرور لتحويل خط السرافيس العمومية إلى منطقة الشيخ بدر وناحية برمانة فقط وداخل المدينة (لتحقيق ربحٍ أوفر، على حساب مواطني القرية!).
وأشار مواطن غيره إلى أن مجموعة من المواطنين تقدموا بأكثر من شكوى للمحافظ ولشرطة المرور، ولكن دون استجابة، وبقيت معاناة السير حديثاً ذا شجون!
وأكدّ البعض أن الحل يقتصر منذ البداية بالنسبة لذريعة سائقي الحافلات، أن الحافلة تُملأ بالركاب في طريق العودة ليس فقط بمواطنين من قرية حمام قنية، وإنما بركاب من قرية بشمعة وعين الجوز وتلة وقنية أيضاً، لو وصلت الحافلات لتلك المناطق المتصلة بحمام قنية قبلها وبعدها ولكن لم يتم ذلك، فاقتصر الحل من قبل بعض الموظفين في القرية كموظفي المرفأ أنهم تعاقدوا مع حافلات تقلهم إلى مكان عملهم.
إلى متى ستبقى الفقاعات الصوتية للمواطنين في الهواء وعلى الطرقات دون أن تلقى رداً يفجرها وينعم المواطن برذاذٍ ينعش يومه، ويجعله يعود لطوق الراحة كما كان قبل 10 سنوات بـ 7 سرافيس.
وتسألون: لماذا يتحسر المواطن على أيام زمان؟!