شو عم يصير | حقيقة وليس فكاهة.. احذروا “كورونا”

مادلين رضوان جليس :

 لم يعد فكاهة، ولا مزحة، الآن أصبح خطراً إن لم ندرئه سيقضي علينا، إن لم نتحلّ بالوعي والنضج الكاملين، فإنّنا سنلاقي المصير ذاته الذي لاقته البلدان الأخرى، ولعلّه من الحكمة في جانب أن نتّعظ بتجارب هذه الدول، فأين منّا والطبّ فيها، وأين منّا والتكنولوجيا المتطورة في كلّ هذه البلدان التي انتشر فيها الوباء، ولم تعد قادرة على السيطرة عليه، أين منّا وثقافة الشعوب الأخرى، ونحن الشعب الأبي الصامد، كما كنّا، وكما اعتدنا أن نظلّ دوماً. نحن الشعب الذي قاسى ما قاساه خلال سنوات الحرب، خسرنا أشقاءنا وأصدقاءنا، فقدنا أحبابنا في حرب ضروس استطاعت أن تنهكنا، تعرّضنا للفقر والبرد، وصمدنا في أصعب الظروف، ومازلنا نضحك ونبتسم، مازلنا نقاوم حتى الرّمق الأخير .

فهل يكون هذا الفيروس أقوى منّا، وهل نسمح له أن ينتصر على إرادتنا التي انتصرت على جيوش وأسلحة دول العالم أجمع، وهل نترك له فرصة العبور من بيننا وأخذ أحبابنا ونحن مكتوفي الأيدي.

حقاً لم يعد نكتة (كورونا) الآن على بعد مسافة قصيرة من كلٍ منّا، على بعد خطوات من أحبابنا وأهلنا، فإمّا أن نتصدّى له بوعينا، وإمّا أن نترك له المجال ليفعل بنا ما فعل بغيرنا. الاحتياط واجب، واجب على الجميع، والحذر مفروض، فلنلغي المجاملات الشكلية، فلا مجاملات على حساب صحتنا وصحة أطفالنا، المحبة في القلوب. الشكر لمن استطاع أن يثبت إنسانيته في هذه الظروف، لمن شعر بغيره، ولمن قدّم يد مساعدة ولوعن طريق (كمّامة) وزّعها في الشارع، أو (كحول) قدمه لغيره، واللّعنة على تجّار الأزمات والحروب، اللّعنة على كل من جعل من الأزمات باباً للسرقة والاحتيال على الناس، اللعنة على من ماتت ضمائرهم، وقست قلوبهم، وتاجر بأرواح أبناء وطنه.

العدد 1104 - 24/4/2024