بيان رابطة النساء السوريات في اليوم العالمي للمراة

مئة وعشر سنوات مضت (1910-2020) على قيام الحركة العالمية المطالبة بحقوق المرأة، منذ المؤتمر العالمي للنساء الاشتراكيات في (كوبنهاغن) برئاسة المناضلة الالمانية كلارا زايتكين (عام 1910) الذي يعتبر حدثاً تاريخياً هاماً في العقد الأول من القرن العشرين، والذي كان من أهم المحاولات الجدية ذات الطابع العالمي لبحث أوضاع المرأة والمطالبة بحقوقها.

أرادت هذه الحركة أن يكون هذا اليوم مكرساً لبحث أوضاع المرأة وموقعها في المجتمعات، وتوفير الظروف الإنسانية الملائمة لها. وقد أعلنت جامعة الدول العربية تبنيها لهذا اليوم عام 1970 وكرسته هيئة الأمم المتحدة عام 1977 تحت اسم يوم المرأة العالمي.

ورغم أن نضال المرأة في سبيل حقوقها وحل مشاكلها ومساهمتها في النضال العام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي غير محصور بيوم معين أو بعام، فإن الثامن من آذار يمثل وحدة نضال النساء على المستوى العالمي، مما جعله يتطور وتتسع آفاقه ويكتسب اندفاعاً جديداً لكل عام، فهو رمز تاريخي لكفاح النساء في العالم.

وقد يكون بحث قضية المرأة في هذه الفترة الحرجة والدقيقة التي تعيشها بلادنا صعباً ومعقداً بعد تسع سنوات ونيّف من الأزمة وغزو الإرهاب، والحصار والتخريب، فقد تعرضت لبلادنا للتدمير والعنف بكل أشكاله، مما عرّض الكثير من أبناء شعبنا رجالاً ونساءً أطفالاُ وشيوخاً لمخاطر هائلة، خاصة النزوح والتشرد، ولأخطار مميتة في مخيمات اللجوء التي افتقر معظمها لأبسط متطلبات الحياة الإنسانية.

وقد عانت المرأة السورية من هذه الأوضاع ظلماً مضاعفاً، فقد عانت التهجير القسري، وفقدان الزوج والأبناء، والمعاناة المعيشية وفقدان فرص العمل.

وعانت كذلك من أخطار العدوان التركي الغاشم، والاحتلال الأمريكي لقسم من أراضينا والسيطرة على ثرواتها، ومن اعتداءات الكيان الصهيوني المتكررة على سورية.

واليوم تعاني المرأة السورية وعائلتها صعوبات جمة في تأمين عيش كريم لعائلتها، في ظل الارتفاع المستمر لأسعار السلع الأساسية، وتضاؤل مداخيل الفئات الفقيرة والمتوسطة. وفوق ذلك كلّه، ما زالت المرأة السورية تعاني تحيّز بعض القوانين المتعلقة بأوضاع المرأة والأطفال، ومن ذلك قانون الأحوال الشخصية وقانون الجنسية وغيرهما.

إن استشراس القوى الظلامية والمتطرفة، وممارساتها حيث أُتيح لها أن تسيطر، وضع ويضع المرأة السورية أمام تحديات جديدة، ويهدد المكاسب التي حققتها، ويحدّ من نمو الحركة الديمقراطية التقدمية في البلاد.

وإذا كان من تخصيص للمرأة في هذا اليوم، فهو لأنها الأكثر تأثيراً في محيطها، وهي العنصر الفاعل والمؤثر في المجتمعات التي عانت وتعاني من الحروب، وهي من حمل همّ الوطن بجدارة.

دمشق:5/3/2020

تحية حب للمرأة السورية في يومها، يوم المرأة العالمي.

ولكل المناضلات في الوطن العربي.      

عاش صمود شعبنا وجيشنا في مواجهة الإرهاب 

وصد العدوان والاحتلال التركي الأمريكي والصهيوني.

والمجد والخلود للشهداء والشهيدات.     

رابطة النساء السوريات

العدد 1104 - 24/4/2024