كلمة الرفيق عدنان خزام في تشييع الرفيق الراحل مشهور غريبة
ألقى الرفيق عدنان خزام (عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد)، كلمة في تشييع الرفيق الراحل مشهور غريبة، ممثلاً لقيادة الحزب، هذا نصها:
في ساعة الوداع، تعود للذهن صور من ساعات اللقاء الأخيرة، وفي الصمت الذي تفرضه هذه الأوقات الحزينة ترجع إلى الذاكرة آخر الكلمات.
صورتك وأنت تعلن بدء أعمال المؤتمر الثالث عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد، باعتبارك أكبر الأعضاء سناً وأقدمهم عضوية، فقد ترأست الجلسة إلى جانب أصغر أعضاء المؤتمر سناً.
إصرارك على إلقاء كلمة افتتاح مؤتمر منطقية حمص واقفاً رغم سنك ووضعي الصحي، اعتزازك بأنك ابن شيوعي قديم، اعتبارك بطاقتك الحزبية التي تحتفظ بها منذ عام 1946 أغلى ما تملك وما تورث.
غيابك اليوم بعذر فوق طاقة البشر، غيابك يختتم عمراً مديداً من الحضور بين الرفاق الفلاحين في ريفنا الطيب والعمال في أحيائنا الشعبية. كنت حاضراً في المسؤوليات الحزبية والوطنية التي حملتها.. عشت في الحزب وعاش الحزب فيك.. لم تغب عنه ولم يغب عنك، ستبقى حاضراً كما بقي والدك فيك.. حاضراً بأولادك وأحفادك وأسرتك ورفاقك، بالتراث الغني للحزب الذي واكبته وساهمت فيه، في وثائق المؤتمر الثالث عشر، التي ضمت صفحاتها الأولى كلمتك التي أعلنت فيها بدء أعماله، وفي ذاكرتي حرصك على اقتناء نسخة منها في آخر هاتف بيننا. في الشعارات التي رفعت في قاعة المؤتمر (تحرير الأرض، مكافحة الإرهاب، حقوق المواطن، مصالح العمال والفلاحين، إعادة البناء، عدالة اجتماعية، اجتثاث الفساد)، هذه هي هويتك وهويتنا اليوم، وأملنا أن يحملها أصغر أعضاء المؤتمر سناً وأحفادك ومنهم مشهور الشاب ورفاقهم، فالدرب طويل والمعركة مستمرة ما دام هناك احتلال، وما دام هناك ظالم ومظلوم، ومستغِلّ ومستغَلّ.
إن غبت اليوم فالقضية حاضرة.
باسم رفاقنا في اللجنة المركزية ومنطقية حمص ونحن نتلقى التعازي، نتقدم إلى عائلة الفقيد بأخلص التعازي، راجين للفقيد الرحمة والسلام، ولكم جميعاً الصبر والسلوان والعمر المديد.