شوعم يصير | كمامات (مدعومة)
مادلين رضوان جليس:
(كورونا كلّ سنة مرة)، و(لاخوف من كورونا، فلقاح صف السادس كفيل بالوقاية منه) والكثير من النكت والمزاح الذي ملأ صفحات التواصل الاجتماعي في الفترات الأخيرة، بعد انتشار الوباء الخطير (كورونا) في الصين.
(كورونا) مفاجأة عام 2020 التي حملتها السنة الجديدة للعالم، والتي أصابت إلى اليوم أكثر من ١٧ ألف شخص، وتسبب بوفاة ما يزيد على خمسة آلاف مريض. هذه المفاجأة التي كانت في البداية سبباً للتندر باتت اليوم قاب قوسين أو أدنى من الدخول إلى منازلنا، فهل ننجو منها؟
وككل سلعة وكل مادة، فإن (كورونا) اليوم بات مجالاً لجشع التجار وطمعهم، واحتكارهم للكمامات الطبية، ورفع سعرها، في استغلال واضح وسافر لصحة الناس وأرواحهم.
فقد ارتفعت أسعار الكمامات، إن وجدت، من ٣٥ ليرة قبل شهر، إلى ما فوق الـ ٢٠٠ ليرة ليلة أمس، للكمامات الوطنية المصنعة محلياً، أما الأجنبية (صينية الأصل) فارتفعت إلى ٦٠٠ و ٧٠٠ ليرة للكمامة الواحدة.
وكثرت الآراء والنصائح الطبية في سبيل الوقاية من هذا المرض، وعلى الأغلب وعلى غرار الأحداث السياسية التي يكثر فيها المحللون السياسيون، ويحتلون الشاشات، في تحليلهم وتبريرهم للحدث، فإن اغلب الظن أن شاشاتنا ستعج بالأطباء، وستكثر البرامج الطبية، وسيرتفع شعار (درهم وقاية خير من قنطار علاج).
وكما الأحداث الاقتصادية التي نسمع فيها آراء الخبراء الاقتصاديين، والصناعيين والتجار، مطالبين الحكومة باتخاذ تدابير لمساعدتهم ودعمهم، فإنهم اليوم سيتخذون من (كورونا) مجالاً للمطالبات أيضاً بدعم صناعة الكمامات وتخفيض الرسوم الجمركية عليها، وتأمين موادها الأولية.
وكأننا شعب لا يعرف العيش إلا بالأزمات، فعلى الرغم من عدم انتهاء أزمة الغاز، والبطاقة الذكية، إلا أننا نحاول جاهدين أن نجد أزمة جديدة جاهزة، في حال انتهت الأزمات الحالية، فهل من المعقول أن نعيش من دون أزمة؟! وهل من الممكن أن تتخلى عنا حكومتنا ولا تعمل على إيجاد أزمة جديدة لنا، أم أنها وككل مرة ستكون إلى جانب المواطن ومعه، وستخلق له ألف أزمة وأزمة، فلا يخرج من واحدة، إلا وتستقبله الثانية، لكن المريب في الأمر أن تلجأ الحكومة إلى استغلال هذا الفيروس، وإدراج الكمامات الطبية على البطاقة الذكية، وتصبح الكمامات (مدعومة).