من صلب نضال الحزب الشيوعي السوري الموحد

إبراهيم الحامد:

 إن حزبنا الشيوعي السوري الموحد الذي ينتهج الماركسية اللينينية ويسترشد بها وبكل ما هو تقدمي وعلماني في التراث الإنساني، يعبّر ويدافع عن مصالح الطبقة الكادحة بالجهد والفكر وحقوقها في سورية، و يناضل من أجل إلغاء استغلال الإنسان للإنسان واضطهاد شعب لشعب، يتجه، في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي، بنضاله اليوم لإنقاذ وطنه سورية من براثن الإرهاب الدولي وإخراج كل القوى المحتلة ومرتزقتها من أرضه، وإعادة سيادة الدولة السورية وسيطرتها على كامل ترابه، وبناء ما دُمِّر، والعودة بسورية لاستكمال التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الوطنية والتقدمية التي حققها الشعب السوري عبر نضال قواه العمالية والفلاحية والمهنية في الحقبة ما قبل الأزمة، وبناء النظام الوطني التقدمي الديمقراطي العلماني المدني والمتسم بالتعددية السياسية والاقتصادية الوطنية، وصولاً إلى تحقيق حقوق المواطنة الفردية والجماعية و العدالة الاجتماعية.
إن الحزب الشيوعي السوري الموحد وجميع القوى السياسية الوطنية التقدمية العلمانية السورية كفيلة بتحقيق تلك الأهداف الكبرى اعتماداً على الجماهير الكادحة عبر تنظيمها وتوحيد نضالها في المنظمات الشعبية والنقابات المهنية المطلبية، لمجابهة القوى الرجعية الاستغلالية وبرجوازيتها الطفيلية و البيروقراطية وقوى الفساد أدوات لنظام الرأسمالي الإمبريالي العالمي.
إن شعبنا السوري المتعدد القوميات والذي يشكل فيه الشعب العربي السوري الأكثرية السائدة هو جزء من الأمة العربية ويشاركها النضال لإنجاز التحرر الوطني والاجتماعي والاقتصادي من الاحتلال والتخلف والتجزئة، والتصدي للعدوان الإمبريالي الصهيوني التي تتعرض له اليوم، وإعادة دورها الفاعل في الشرق الأوسط خاصة وفي العالم عامة، لرفض صفقة القرن وحل قضية الشعب الفلسطيني بما يضمن بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وإعادة اللاجئين.
إن حزبنا الشيوعي السوري الموحد ذو المهام الوطنية والطبقية والأممية يتجه بنضاله ونشاطه السياسي مع سائر القوى الوطنية التقدمية العلمانية في سورية  والأحزاب الشيوعية الشقيقة في البلدان العربية، ويتعاون مع الحركة الشيوعية العالمية، من أجل أن يقرر الشعب الفلسطيني مصيره في الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وكذلك من أجل حل قضايا الشعوب التي تعيش في ظهرانَي الوطن العربي ومنحها الحقوق المشروعة حتى تقرير المصير وفق الظروف الذاتية والموضوعية، وبما يمتن التلاحم الوطني والإنساني بينها وبين الشعب العربي، ولما كان الشعب الكردي في سورية يعتبر القومية الثانية بعد العربية فهو يستحق الاعتراف الدستوري وتحقيق حقوقه المشروعة وبما تقره الشرعية الدولية و شرعة حقوق الإنسان والجماعات ضمن الدولة السورية الموحدة أرضاً وشعباً. لقد شارك الشيوعيون السوريون منذ نشأة حزبهم في عام 1924 في معارك الاستقلال الوطني وجلاء القوات الاستعمارية من سورية، وفضحوا باستمرار النشاط الإمبريالي الصهيوني والرجعي، وناضلوا من أجل الحريات والحقوق والديمقراطية للجماهير الشعبية الكادحة، وفي سبيل الإصلاح الزراعي وتوزيع الكامل للأراضي الزراعية على الفلاحين، وتحقيق مكتسبات الطبقة العاملة الصناعية والزراعية، كما عملوا لإقامة الجبهة الوطنية ثم الجبهة الوطنية التقدمية، وخاضوا ببسالة وشرف مع الشرفاء الوطنيين المعارك الشعبية الوطنية والطبقية، وقاموا بواجبهم الوطني والطبقي والأممي القومي اتجاه كل القوميات والشعوب المضطهدة على الصعيد العربي والعالمي، وقدموا في ذلك العديد من الشهداء والضحايا.
لقد ساهم الحزب مساهمة جدية للوصول بسورية إلى مستوى مهمّ من التحرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي قبل بداية الأزمة عام 2011 التي فقدت خلالها سورية والسوريون جزءاً كبيراً من تلك المكتسبات.
وانطلاقاً مما تقدم، وضع حزبنا الشيوعي السوري الموحد أمامه في مؤتمره الثالث عشر مهام وطنية وطبقية وأممية وقومية تتلخص بما يلي :
1-تحرير كامل التراب السوري من رجس الاحتلال وإخراج كل القوى المحتلة ومرتزقتها منه.
2-الإسراع في عملية البناء والإعمار وبما يخدم عودة المهجرين إلى ديارهم.
3-تفعيل دور المنظمات الشعبية الفلاحية والنقابات المهنية للطبقة العاملة بالجهد والفكر في تنظيمات مطلبية مستقلة.
4-اعادة المكتسبات التي حققتها الجماهير الشعبية في ظل النظام الاقتصادي المخطط ذي التوجه الاشتراكي.
5-إعادة النظر في آلية الجبهة الوطنية التقدمية وقضية التحالفات وبما يحافظ على استقلالية الحزب و مشروعية نضاله المستقل في سبيل مهامه الوطنية والطبقية والأممية والقومية.
6-بناء سورية ديمقراطية تعددية تقدمية علمانية مدنية يتمتع فيها كل السوريين بحقوقهم المشروعة دون تمييز، وبما لا يتعارض مع وحدة البلاد أرضاً وشعباً.
عضو هيئة رئاسة اللجنة المركزية

العدد 1102 - 03/4/2024