من أعلام اليسار الماركسي | بدر الدين السباعي

زياد الملا: ولد بدر الدين السباعي في حمص في عام ،1918 و قبل أن ترى عيناه النور فارق والده الحياة. وفي عامه الثاني فقد والدته فاحتضنه الميتم الإسلامي وهنا نال الابتدائية ثم عاش في كنف أخته حتى نال الثانوية وبعد سنة واحدة حصل على أهلية التعليم الابتدائي وصار معلماً وكانت عنده ميول مسرحية فقام بإخراج تمثيلية شاءت المصادفة أن تسقط حطة أحد الممثلين على الأرض، وفي زحمة التمثيل داس أحد الممثلين سهواً على الحطة فاستغلت القوى المحافظة في حمص هذه اللقطة وزعمت أن مخرج التمثيلية بدر الدين السباعي تعمد تدريب أحد الممثلين على الدوس على الحطة التي حولوها إلى عمامة و(يا غيرة الدين)وخرجت مظاهرة في حمص تطالب بالإقتصاص من المعلم بدر الدين السباعي واضطرت وزارة المعارف تحت ضغط التيار المحافظ إلى نقل المعلم السباعي إلى مدرسة في ريف حمص.

بعد أن نال الإجازة في الحقوق سافر إلى باريس وهناك نشط في الوسط الطلابي الشيوعي السوري وعاد إلى الوطن حاملاً الدكتوراه.

انتسب بدر الدين السباعي إلى الحزب في عام 1938 وسرعان ما ولج العمل السياسي والفكري وشارك في أواسط عام 1939 في مؤتمر مكافحة الفاشية والنازية الذي انعقد في بيروت.

وقد افتتح المؤتمر رئيس العصبة أنطون تابت ثم تلاه الخطباء :رئيف خوري وميشال بدورة ومقبوله الشلق و خالد بكداش والياس أبو شبكه وتوفيق يوسف عواد ورجا حوراني.

وقد ترك المؤتمر برجالاته تأثيراً كبيراً لدى الشاب الصاعد بدر الدين السباعي كما نشط السباعي في منظمة حمص فترة 1939-1941أي فترة العهد الإرهابي السري حيث كان يقبع قرابة المئة شيوعي من سورية ولبنان ومن ضمنهم نقولا شاوي وفرج الله الحلو ورشاد عيسى في السجون، وكان خالد بكداش يختبئ في دار رشيد جلال وهو يقود العمل السري وبهجت بكداش المرسال على دراجة، وكان بدرالدين السباعي يشعر في ذاك الجو بالرهبة وفي الآن ذاته بالاعتزاز والبطولة كما سمعته في موسكو عندما روى ذات مرة عن ذلك.

حضر بدر الدين السباعي مؤتمر الحزب الثاني 1943-1944

أول مقالة – خاطرة نشرهابتاريخ31/12/1944 في مجلة (الطريق) ثم تتالت كتاباته الأولى

في عام 1950 ترجم السباعي كتاب (إلى أين يسير الاستعمار الأمريكي؟) والذي صدر عن دار اليقظة العربية وفي عام 1954ترجم (من الأزمة الاقتصادية إلى الحرب العالمية الثانية)

في عام 1955 تأسست دار (ابن الوليد) للتأليف والترجمة والنشر وهي شركة مساهمة كانت الصيدلانية نجاح الساعاتي (زوجته) ممولتها الأساسية.

وافتتحت الدار نشاطها بإصدار كتاب (معركة التروستات) ترجمة نجاح الساعاتي وتتالت الاصدارات من ترجمة بدر الدين السباعي ونجاح الساعاتي وعبد النافع طليمات، وانقطع الدرب الديمقراطي في عام 1958.

بعد عودة بدر ونجاج من موسكو افتتحا (دار الجماهير الشعبية)

كاستمرار لدار (ابن الوليد) وفي عام 1967 صدر الكتاب الثمين (أضواء على الرأسمال الأجنبي في سورية) وغيره، ولعل المادية التاريخية و المادية الدياليكتيكية و الحركة العمالية العالمية كانت من أكثر كتب الدار توزيعاً وانتشاراً، ويمكن القول إن نشاط بدر الدين السباعي وإنتاجه الفكري والاقتصادي قد شكل مرحلة ملموسة في تطور الحزب التثقيفي.

 

العدد 1102 - 03/4/2024