معيشياً.. الوضع الآن أسوأ بكثير من العام 2013 الذي كان ذروة الحرب!

هيفاء شعبان:

ساعات قطع الكهرباء تساوي ذلك العام وتزيد، الفرق أن اليوم لا وجود لعصابات إرهابية (مسلحة) كما هو الحال في العام ،2013 بل ثمة عصابات إرهابية (غير مسلحة) وهذه أخطر وأكثر فتكاً، لا وجود اليوم لمواعيد قطع محددة يرتب المواطن (الإنسان نظرياً على الأقل) التزاماته على أساسها،  في الوقت الذي تتفاجأ فيه الحكومة باستهلاكنا للكهرباء في فصل شتاء لا حل فيه إلا بالتدفئة كهربائياً لكون كلفتها تُدفع في فاتورة مؤجلة، ولأن المازوت صار مادة حارقة للجيوب والأنفاس معاً، وذات المتفاجئ لا يتفاجأ بأن الكهرباء لا تقطع في أحياء سميت (بالحيوية) وقد صُنف قاطنوها بمرتبة إنسان، كما تقطع في مناطق أخرى (غير حيوية) وكأن القصد أن سكانها غير أحياء.

مادة الغاز فُقدت خلال سنوات الحرب، ولكنها لم توجع كما أوجعت اليوم وكل (المتنعّمين) بثمار الحرب يصرعوننا كل يوم بأننا نحن (البشرَ السوريين مع وقف التنفيذ) نجني ثمار صمودنا ثماني سنوات !

علامَ نفرح ونهلل لعودة علاقاتنا مع دول لا تشتري دمائنا بقشرة بصل وعوائل جرحى جيشنا وشهدائنا لا تجد قشرة البصل نفسَها لتُنكِّه بها حساءً تفتُّ به خبزاً يابساً.

أعيدوا لنا علاقاتنا الدبلوماسية مع إنسانيتنا كسوريين، لأن لسان الحال يسأل سؤالاً خطيراً جداً: من يقطف ثمار صمودنا؟ والمحسوبيات تحطم الأرقام القياسية والفساد كسّر كل المؤشرات!

العدد 1102 - 03/4/2024