ماذا ينتظر اللاذقية مع مجلس المدينة الجديد؟

سليمان أمين:

هل انتهت فترة الاستراحة التي عاشتها مدينة اللاذقية لثلاثة أشهر مضت والتي أعادت للمدينة بعضاً من رونقها في ظل مجلس المدينة الذي كلف في تشرين الماضي برئاسة الدكتور نبيل أبو كف، الذي أعاد ترتيب بيت البلدية بشكل قانوني ومنظم، والذي كان يعج بالفوضى والفساد والاختراقات القانونية لسنوات طويلة مضت، فكما للصحافة دور في الكشف عن التجاوزات وفضح ملفات الفساد والفاسدين، لها دورها أيضاً في تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية الناتجة عن الإدارة الصحيحة ومعالجة الأخطاء السابقة، وكنا قد طرحنا لسنوات مضت حال اللاذقية الخدمي السيء من انتشار القمامة والتجاوزات على الأرصفة والمواقف المأجورة وغيره الكثير من الفوضى التي نتجت عن سوء استخدام الإدارة وتطبيق القانون، ولكن ما حدث خلال ثلاثة أشهر من تحسن تجاوز 50 % من واقع المدينة الخدمي فقد نتج عن إدارة جيدة،ففي الثلاثة الأشهر الماضية تم إعادة جميع موظفي ملاك البلدية لعملهم والذين كانوا مندبين لهيئات ومؤسسات أخرى، كما تم إعادة موظفي النظافة على رأس عملهم وفق القوانين النافذة، بالإضافة إلى توقيف جميع المعاملات الغير نظامية التي كانت تمرق من تحت الطاولة وبالرشاوى، وعدم تمرير أي معاملة بلا مواصفات قانونية ودراسة كافية لها، وخلال هذه الفترة تم إلغاء كافة المواقف المأجورة ونزع السلاسل الحديدة التي سببت الكثير من المشاكل للمواطنين كالكسور وغيرها خلال سنوات، بالإضافة لإيجاد مناطق وتنظيمها كأسواق شعبية للبسطات، ناهيك عن تحسن واقع المدينة بالنسبة للنظافة، والمتابعة الدقيقة للمصارف المطرية وغيرها الكثير من المشاكل التي تعاني منها المدينة بسبب ضعف في البنية التحتية الناتجة عن الإهمال وغيره من الأمور الأخرى، ومن الإيجابيات الذي تحلى بها المجلس المكلف هو التعامل من الصحافة وشكاوى المواطنين بشكل جيد ومحاولة معالجتها لا إهمالها كما حدث مع المجالس السابقة، وكنا في صحيفة النور قد أجرينا مقابلة صحفية مع رئيس المجلس بالعدد 891 الصادر بتاريخ 18 كانون الأول ،2019 لكن رغم الارتياح الكبير للمواطنين في الفترة الماضية بتحسن الواقع الخدمي كان هناك استياء كبير لبعض مخترقي القانون وأصحاب المعاملات الغير قانونية الذي تم تقييدهم بتطبيق القانون، ونتساءل اليوم مع تشكيل مجلس جديد برئاسة المهندس أحمد حلاق هل ستستمر خطة مكافحة الظواهر السلبية الغير قانونية في المدينة؟ وهل سيتحسن الواقع الخدمي أكثر ويعود للمدينة رونقها الجميل قبل موسم السياحة الصيفي؟ هل سيكون هناك تجاوب مع السلطة الرابعة ومعالجة جميع الشكاوى؟ أسئلة لا نستطيع الإجابة عنها حالياً بل ستجيبنا عنها الأسابيع والشهور المقبلة.

العدد 1102 - 03/4/2024