دونم أرض مقابل محبس خطوبة
ديانا رسوق:
صعد الذهب إلى أعلى مستوياته خلال الأيام الماضية، وسجل غرام عيار 21 قيراطاً منه 46000 ليرة، ووصل سعر الخاتم (المحبس) ما يقارب ال 000,100 حتى 000,250 مما أثار قلق ومخاوف الشاب السوري من فكرة الإقبال على الزواج.
خلال استطلاع أجرته صحيفة (النور) مع عدد من الفتيات والشبان السوريين لتوضيح موقفهم من ارتفاع أسعار الذهب، وهل بات شرطاً أساسياً لقبول الشاب المتقدم للخطوبة؟
قالت مايا العلي (طالبة جامعية): الشرط الأساسي أن يكون الشاب قادراً على تحمل المسؤولية أو كما يقال (فتح بيت)، وبالنسبة لي فالذهب هو دليل على المسؤولية ومن لم يستطع تأمينه لن يكون قادراً على القيام بواجباته المادية.
من جهة أخرى رأت المعلمة (حنان المعلي) أن الذهب ليس شرطاً أساسياً للزواج، ولكن هو بمثابة ضمان للفتاة، وعادة ما يستخدمه الأهل سلاحاً وقائقياً كضمان لحق الفتاة.
بينما كان لعلاء (خريج جامعي) ما يقوله في هذا السياق: على الشاب الذي يطلب يد فتاة أن يكون على قدر المسؤولية وتحمل أعبائها، أنا الآن من الجدير بي أن أفكر مراراً وتكراراً قبل طلب يد أيّ فتاة، لأني لا أملك القدرة على شراء خاتم الخطوبة، وحالي كحال أي خريج جامعي همّه الآن هو إيجاد فرصة عمل، لكن عمري أصبح يناهز ال 25 عاماً وبات الأمر محتوماً، ولا يوجد لدي سوى مساعدة والدي على شراء خاتم الخطبة وتحمله لتكاليف الزواج، وتأمين السكن عن طريق بيعه لدونمات أرض تغطي هذه التكاليف، فسعر خاتم الخطبة يعادل الآن سعر دونم أرض!
ما يجري مع علاء اليوم هو نفسه ما يجري مع أيّ شاب يفكر بالزواج، بل إن حال علاء يعتبر جيداً بالنسبة لحال باقي شرائح الشبان التي تعتمد على نفسها، ولا تستطيع فعل شيء، ومنهم من ألغى فكرة الزواج كحال مياس الشاب الثلاثيني، كان كلامه يلامس حال زملائه المسرحين من الجيش الذين أمضوا شبابهم على الحواجز وفي أرض المعارك، ولكن عندما أنهوا الخدمة عادوا إلى حياتهم ليعاودوا بناءها من جديد، بل ومن المرحلة الأولى كما لو أنها للتو تركت ولم يطرأ عليها أيّ شيء سوى أن الحرب قد سرقت تسع سنين من أعمارهم.
فضلاً عن فئة الشبان الذين إذا سألتهم عن أحوالهم تكون إجابتهم (ناطر جواز السفر، بس صير برا يمكن تتحسن، ما في حل غير سافر).
فقدان هذه الفئات العمرية من البلد وهجرة الخبرات والكفاءات والأيادي العاملة كان لها تأثيرها السلبي على الوضع الاقتصادي، والمعيشي والاجتماعي أيضاً، فارتفقت نسبة العنوسة لدى الفتيات، الدليل على ذلك ما أفاده الصائغ جورج: حركة السوق أشبه بالميتة، وانخفاض في نسبة المبيعات، وبالنسبة للمحابس لم نعد نشهد إقبالاً عليها إلا بالنادر جداً.
وخلال محاولاتنا العديدة والمتكررة مع رئيس جمعية الصاغة لمعرفة ما نسبة انخفاض المبيعات وهل هذا الارتفاع سوف يكون مستمراً! تعذر اللقاء به.