رد على “هل يمكن للحراك الشعبي أن يهزم تحالفات السلطة؟”

د. رياض سيريس:

ورد في جريدة النور العدد (891) مقالة للدكتور أحمد ديركي بعنوان (هل يمكن للحراك الشعبي أن يهزم تحالفات السلطة؟).

في المقالة المذكورة لا يمكن الاعتراض على موقف الكاتب من تأييده للحراك، ولكن الاعتراض يتمحور حول:

1-غاب عن المقالة تماماً المسألة الوطنية والخلافات الجوهرية بين القوى السياسية اللبنانية المشاركة في الحكومة وغير المشاركة، حول قضايا مثل تطبيع العلاقات مع سورية، وعودة اللاجئين السوريين، وسلاح حزب الله وغيرها.

2- حاول الكاتب إعطاء صورة غير صحيحة عن موقف الأطراف المشتركة في الحكومة من الحراك أثناء الأحداث الأخيرة، وذلك بالإيحاء بوحدة موقف أطراف السلطة منه وأيضاً كيفية الخروج من المأزق الحالي،  وواضح موقف جعجع والحريري، واختلاف موقف حزب الله وأغلب حلفائه عنهم.

3- أظهر الكاتب من خلال مقالته كأن لبنان جزيرة ضمن المحيط بعيد عن كل المؤثرات، وهذا غير صحيح، فلبنان كان ولا يزال في قلب الحدث يتجاذبه المحور الأمريكي الإسرائيلي السعودي، وله من يمثله بين مختلف القوى السياسية والاصطفافات الطائفية، وبالمقابل هناك محور المقاومة للمشروع الأمريكي وهناك من يمثله أو جزء منه، وفي المقدمة حزب الله.

4- كان على الكاتب أن يكون موضوعياً في تحليله لمواقف الأطراف السياسية.

5- لقد تجاوز الكاتب دور جميع الأطراف السياسية التي قد يكون لها الدور الأكبر تاريخياً في الوصول بالوضع الحالي للشعب اللبناني، وانتقل مباشرة لحزب الله وخطابات أمينه العام الأربعة، التي فهمها (إرباكاً) بينما في حقيقة الأمر كان تخوف حزب الله من حرف الحراك عن أهدافه واستغلاله من قبل المحور الأمريكي السعودي ليصل إلى الحرب الأهلية، ومن كان يتابع قنواتهم مثل قناة (العربية) لابد أن يتكون لديه هذا التخوف ولنا فيما حصل في  سورية وليبيا ومؤخراً في العراق، لنستنتج ما يخطط له في لبنان.

5- واضح للقارئ استهجان كاتب المقال عندما فضح أمين عام حزب الله  بخطاباته تمويل السفارات لبعض أطراف الحراك، مع أن ذلك لم يعد سراً ونقلته قبلاً وسائل الإعلام، وواقع الحال يؤكد ما ذكره السيد حسن نصرالله.

6- إن ما يقوم به الإعلام الممول أمريكياً وسعودياً من محاولات على مدار الساعة لشيطنة حزب الله بأنه ذراع لجهات خارجية، هدفه تنفيذ مشروع طائفي، كل ذلك لأن حزب الله اعتبر أن قضيته الأساسية هي فلسطين وهو الذي مرغ رأس إسرائيل في التراب وأثبت عملياً أنها أوهن من بيت العنكبوت، وأصبح قوة إقليمية معادية لإسرائيل والمشروع الأمريكي في المنطقة، وساهم في التصدي وإفشال المشروع الإرهابي في سورية، فهل يمكن لإسرائيل وداعميها أن يغفروا لحزب الله دوره التاريخي هذا؟

إن موقف حزبنا واضح ومعروف من مجمل الأحداث التي تجري في بلدان المنطقة، وموقفه واضح من بوصلة النضال الوطني العربي، وهي القضية الفلسطينية وتأييده القوى الوطنية المناضلة من أجلها، فليس مهماً من يحمل البندقية بل المهم إلى أين تتجه الرصاصة.

العدد 1104 - 24/4/2024