مشاريع حكومية ماذا استفاد منها المواطن؟
هيفاء شعبان:
عشرات بل مئات المشاريع الحكومية التي أعلنت الحكومة عن تنفيذها خلال قرابة الأربع سنوات ونصف من تولي عماد خميس رئاسة الحكومة، وربما لم يمرّ أسبوع إلا وسمعنا فيه عن قيام الوزير فلان أو الوزير علتان بتدشين مشروع ما يخص هذه الوزارة أو تلك عدا المشاريع التي قام بتدشينها رئيس الحكومة بذاته وسمّيت بالمشاريع الاستراتيجية أو الحيوية، والتي يبدو أن الحكومة الرشيدة ماضية في تنفيذ هذه المشاريع وتخصص لها سنوياً المليارات في موازنة الدولة. ويكاد لا يمضي يوم أيضاً إلا ويستمع فيها المواطن إلى بيانات حكومية متكررة عن إعادة معمل أو مصنع أو منشأة اقتصادية إلى عجلة الدوران أو إعادة تأهيل مشفى أو شركة ومباشرة العمل فيها.
وبغض النظر عن تباين الرأي حول أهمية هذه المشاريع وفائدتها الاقتصادية والإنمائية على البلد إلا أن المواطن الذي يرى رئيس حكومته وأعضاءها والمسؤولين فيها على شاشات التلفزة وهم يدشنون هذه المشاريع، ويلتقطون الصور تخليداً لهذه المناسبات التي سيخلدها التاريخ. وفي كل مرة تتكرر فيها هذه المناسبات، يتساءل هذا المواطن مع نفسه يا ترى ما الذي سيأتيني من هذه المشاريع التي تعتبرها الحكومة شاهداً على إنجازاتها، يعني “بالمشرمحي: شو يلّي جاييني منها؟!”.
في ظلّ ظروف الأزمة التي ما زالت تعصف بالمواطن، ويعاني من منعكساتها وارتداداتها على وضعه المعيشي، وفضلاً عن انخفاض الرواتب والأجور وارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة، فمازال هذا المواطن يعاني من أزمات على كل الاصعدة ورغماً عنه يتعايش معها لأن ما باليد حيلة (أزمة غاز، وأزمة محروقات، وأزمة كهرباء، وأزمة نقل ومواصلات وأزمة سكن وحتى أزمة على مستوى أخلاق المجتمع)، ومجمل هذه الأزمات أنتجت أزمة فقر في البلد، ومن ثمّ أزمة ثقة بين المواطن وحكومته الكريمة.
والمواطن الذي يستمع إلى الإنجازات التي تتغنى بها حكومته وتذكّره بها كلّ مطلع شمس وكل مغيب، لا يهمه في هذه الظروف كل هذه الانجازات والمشاريع العظيمة، ولا كل الشعارات التي تروج بها لهذه المشاريع بأن منعكساتها سيشعر بها المواطن على المدى الطويل، فالمواطن في هذه الظروف يا حكومتنا (الرشيدة) جلُّ ما يعنيه هو تأمين لقمة عيشه. أما تلك المشاريع التي تعلنين عن تنفيذها هنا أو هناك فلا تعنيه، على الأقل في هذه الظروف التي يتوق فيها ذلك المواطن إلى العيش بكرامة.