عشية انعقاد لمؤتمر العام الثالث عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد.. رسالة الى الرفاق المندوبين أعضاء المؤتمر
يفتتح يوم الخميس (غداً) 28/11/2019 في دمشق أعمال المؤتمر العام الثالث عشر لحزبنا العظيم، الحزب الشيوعي السوري الموحد، تحت شعار: (تحرير الأرض _ مكافحة الإرهاب _ حقوق المواطن _ مصالح العمال والفلاحين _ إعادة البناء _ عدالة اجتماعية _ اجتثاث الفساد.). إن هذه العناوين تُحمّل أعضاء المؤتمر والحزب مسؤولية تاريخية كبيرة، فسورية الحبيبة مرت وتمر اليوم بأصعب الظروف وأحلكها، فقد شُنّت علينا حرب بربربة متوحشة لم يعرف التاريخ مثلها، لا حجة اليوم لأحد فالصورة واضحة تماماً. يجب على المؤتمر أن يُقيم عمل الحزب بكل دقة وأن يجري المراجعة المطلوبة لعمله خلال المرحلة الماضية، وعلى الحزب في هذا المؤتمر أن يجري مصالحة بينه وبين أعضائه البسطاء والسذج ممن اشتبه عليهم الأمر وأضاعوا البوصلة من أجل عودتهم الى حضن الحزب، وبالتالي إلى حضن الوطن, وهذا لا يعني أبداً بأي بشكل من الأشكال العفو عما مضى وخاصة لأولئك الذين ركبوا الموجه وتلطخ جبينهم بوحل الخيانة، وارتموا في حضن الرجعيات العربية والهيئات والمنظمات الدولية المشبوهة وتآمروا جهاراً نهاراً على الوطن والحزب , وبثوا أفكاراً سامة وخطيرة جعلت غيرهم يلطخون أيديهم بالدماء, فإذا كانت الطلقة تقتل رجلاً واحداً فالفكرة تقتل جيلاً بأكمله.
يجب أن يكون هناك تقييم حقيقي لوضع الرفاق جميعاً في الحزب، وخاصة الذين يرغبون بترشيح أنفسهم للمفاصل القيادية، فيجب على هؤلاء أن يخبرونا أين كان كل واحد منهم أثناء فترة الحرب؟ وماذا فعل؟ وكيف كان موقفه وأين أولاده؟ هل هم خارج الوطن؟ هل أدوا الخدمة الإلزامية والتحقوا في صفوف الجيش العربي السوري البطل أم لا؟ يجب أن يكون شعارنا في هذا المؤتمر إضافة إلى ما ذكر أعلاه: (لا هوادة مع من خانوا سورية ووقفوا ضدها وأداروا ظهرهم للحزب وللوطن). يجب الاستفادة من الدروس والعبر، ولابد ان نجري دائما في الحزب المراجعات ونقيّم عملنا ونطهر حزبنا من العملاء والمندسين والانتهازيين باستمرار. قد يكون من المفيد تذكيركم أيها الرفاق الأعزاء بالمقابلة التي نشرت مع المرتد الخائن ميخائيل غورباتشوف في جريدة الفجر السلوفاكية في عددها رقم 24 لعام 1999 التي يقول فيها حرفياً: (كان هدفي طوال حياتي هو تحطيم الشيوعية , لا أطيق الدكتاتورية التي تمارس بحق الناس … أيدتني ودعمتني بالكامل زوجتي التي عرفت هذه الحقيقة قبلي, ومن أجل تحقيق هذا الهدف بالتحديد استخدمت موقعي في الحزب والدولة وتدرجت بصعود المراكز القيادية حتى وصلت الى أعلى منصب في البلاد، وعندما تعرفت بشكل خاص على الغرب, فهمت وأدركت انني لا أستطيع التوقف أو التراجع عن ما بدأت به, ومن أجل ذلك كان لابد من تغيير كل القيادات في الحزب والدولة، وكذلك تغيير القيادات في الدول الاشتراكية, واستطعت إيجاد مناصرين لي من أجل تحقيق هدفي كان أبرزهم ياكوفليف وشيفرنادزة الذين قدموا خدمات لا تقدر بثمن). لقد نفذ هذا الوغد ما عجزت عنه أمريكا والغرب مجتمعين، ودمر الاتحاد السوفييتي إلى غير رجعة. يقول بوتين عن الاتحاد السوفييتي: (من لم يحزن لسقوطه يكون بلا قلب، ومن يعتقد بعودته يكون بلا عقل …)، فلذلك يجب علينا دائماً الحيطة والحذر وأن نتحلى باليقظة الثورية والالتزام والانضباط الحزبي ووحدة الإرادة والعمل، ونقوي ثقافتنا الفكرية والمعرفية ولتكن البوصلة دائماً هي الماركسية اللينينية، ولنجسد مقولة من لا يحب وطنه وشعبه لا يمكن أن يكون شيوعياً, المطلوب كما قال لينين حزب شيوعي من طراز جديد, لذلك أيها الرفاق الأعزاء عندما قلت منذ البداية إن ما يجري في سورية هو مؤامرة كونية عليها من الخارج ومن الداخل وحرب (عسكرية واقتصادية وسياسية وفكرية وأخلاقية ) ضروس لم يشهد التاريخ مثلها صدقوني … وكما قلت سابقاً أؤكد حالياً إن سورية بصمود جيشها وشعبها وقيادتها الوطنية المقاومة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد وانتصارها العسكري الساحق على القوى الإمبريالية والصهيونية والرجعية المتمثلة في جيش الإرهابيين قد مرغ جبين أمريكا وحلفائها بالتراب وأعطى هذا الانتصار الأمل والثقة للشعوب المناضلة وللحركات الوطنية والتقدمية الأمل بغدٍ أفضل وأن الامبريالية والغرب ليس قدرا محتوما … لقد غيرت سورية العالم وقلبت موازين القوى وسوف يخلد ويسجل التاريخ بأحرف من ذهب الأسطورة السورية والصمود السوري. أنا أفتخر بأنني ابن سورية عشت هذه الأيام القاسيات وشاهدت نصرها الكبير على أعدائها وسوف نقص للأجيال القادمة الحكاية السورية، وسيأتي اليوم الذي سيذكر كل منا للآخر ماذا فعل في هذه الحرب وماذا قدم للوطن كل ضمن عمله وإمكانياته، ولسوف يفخر أبناؤنا ورفاقنا الجدد بما قدمناه من شهداء وتضحيات من أجل بقاء سورية الحبيبة البطلة التي أنقذت العالم من الخطر الإرهابي الإمبريالي الصهيوني, سورية التي أصبحت مثلاً يحتذى في الصمود والمقاومة والبطولة والتضحية والفداء. طبعا لن ننسى مساعدة حلفائنا وأصدقائنا من كل دول العالم الذين وقفوا إلى جانبنا إلى جانب الحق، سواء بالمساعدة العسكرية او الاقتصادية او السياسية أو الفكرية والإعلامية…او حتى كل من قال كلمة حق تضامن فيها معنا , وأخص بالشكر روسيا الاتحادية قيادة وشعباً, بلد لينين العظيم وجيشها الروسي, وريث الجيش الأحمر داحر النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية، والذي امتزجت دماء شهدائه مع دماء شهداء جيشنا العربي السوري البطل, وكذلك الشكر لجمهورية الصين الشعبية ولجمهورية إيران الإسلامية ولرجال المقاومة الوطنية اللبنانية وسيدها حسن نصر الله ولكل محور الحق المناهض للهيمنة الأمريكية والغربية والرجعية العربية وللهمجية الأردوغانية الإنكشارية .
سورية ما ركعت يوما ولم ولن تركع أبداً، وكما انتصرت في حربها العسكرية ستنتصر بالتأكيد في حربها الاقتصادية المستعرة اليوم. وكما قضت على دواعش الخارج ستقضي على دواعش الداخل والفاسدين الذين ينهبون الدولة والشعب معاً …أتمنى للمؤتمر الثالث عشر لحزبنا المجيد الحزب الشيوعي السوري الموحد التوفيق والنجاح في أعماله خدمة لسورية وشعبها من أجل العيش الرغيد بسلام وأمان وكرامة. تحية لكم أيها الرفاق الأعزاء أعضاء المؤتمر واعلموا أن مصير الحزب ومستقبله بين أيديكم وأن الوطن وسلامته أولاً وهو فوق كل الأحزاب، ادفنوا أحقادكم الداخلية الفردية والنزعات الأنانية وانهضوا بحزبنا ليكون دائما في الطليعة, طالبوا بتحسين أداء جريدتنا الغالية “النور”وساعدوها بالتخلص من المزاجية والهيمنة والشللية المفروضة عليها لتعبر بشكل أفضل عن رأي الحزب ورأي الرفاق من خلال الحوار الديمقراطي المسؤول. طالِبوا ممثلي الحزب في مفاصل الدولة والنقابات أن يمثلوا الحزب بشكل أفضل وبكل قوة واقتدار ويظهروا وجه الحزب المستقل وليس بشكل خجول وأناني كما هو الحال حالياً.
تحية إلى سوريتنا الأبية الشامخة وإلى شعبنا الصامد الصابر، وإلى جبهتنا الوطنية التقدمية ورئيسها المقاوم. وتحية لجيشنا العربي السوري البطل رمز عزتنا وكرامتنا الوطنية.
تحية إلى حزبنا الشيوعي السوري الموحد والمجد والخلود لشهداء الوطن والحزب.
يسعد صباحك سورية صبحك حلو عاشق انا وعشق الوطن ما أجملوا…. نصرنا هز الدني.
الرفيق الدكتور سلمان صبيحة
دمشق23/11/2019.