الشّيوعي اللبناني: لا شرعية لمنظومتكم السياسية

يعتبر الحزب الشيوعي اللبناني أن استقالة الرئيس الحريري هي استقالة للحكومة كاملة تحت ضغط الانتفاضة الشّعبية، وهي الخطوة الأولى لإسقاط كل منظومات السلطة مجتمعة المسؤولة عن الأوضاع التي وصلت إليها البلاد، بفضل سياساتها المتبعة. فالمشكلة الأساس تكمن في الطبيعة السياسية للنظام الطائفي الحاكم وفي رموزه الممسكين به؛ فهو نظام التبعية السياسية والارتهان للخارج، والمنحاز لسلطة رأس المال والمستجيب لمتطلباتها. من هنا يرفض الحزب مصادرة الانتفاضة الوطنية وسرقتها لمصلحة سلطة مأزومة وعاجزة، من خلال إعادة شد العصبيات المذهبية والانقسامات الطائفية، التي، ولأول مرة، تمكنت الانتفاضة الشعبية من تجاوزها.

من هنا، لا بد من استكمال المواجهة تحت شعار الشعب يريد إسقاط النظام، من خلال إحداث تغيير جدي في بنية النظام السياسي الحاكم، وإعادة تشكيل السلطة على قواعد جديدة، عبر تشكيل حكومة وطنية انتقالية من خارج أحزاب السلطة القائمة، بمهمتين واضحتين: إقرار قانون انتخاب جديد قائم على إلغاء القيد الطائفي وإجراء الانتخابات على أساسه، واستعادة المال المنهوب من جيوب الفاسدين الذين يحتمون بالطائفية والمذهبية للاستمرار في نهبه. وهذا ما يفرض أن تبقى ساحات الاعتراض قائمة ويقظة من أيّ محاولة لإجهاض ما تحقق، ولمنع أيّ محاولة لتوتير الأجواء المذهبية مجدداً وتوظيفها في حفلة الجنون الطائفية التي تَبْرَع قوى السلطة في اللعب عليها. الشعب اللبناني قال كلمته: لا شرعية لمنظومتكم السياسية، كفى تلاعباً على وتر الانقسام الطائفي وتوتير الشوارع من خلال المسيرات المذهبية والفئوية، هكذا فعلتم منذ الطائف وحتى اليوم، تحمّلوا نتائج أفعالكم واستقيلوا!

المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني

بيروت في 31/10/2019

العدد 1104 - 24/4/2024