ملاحظات على تقرير اللجنة المركزية للحزب
د. رفيق علي صالح:
الرفاق في الحزب الشيوعي السوري الموحد
تحية وبعد..
قرأت تقرير اللجنة المركزية للمؤتمر الثالث عشر للحزب، وبهذا الصدد أودّ الإشارة للملاحظات التالية:
- تضمن التقرير تحليلاً علمياً جيداً للأوضاع الدولية والعربية وداخل الوطن، وهذا مهم بالتأكيد للوصول إلى النتائج والحلول.
- يتضمن التقرير تحليلاً هاماً جداً للوضع الداخلي، تميز بجرأة وبموضوعية، خاصة حين ناقش قضايا الشباب ووضع المرأة والوضع الاقتصادي وحالة القطاع العام.
- أخذت قضية الحرب الظالمة على سورية حيزاً كبيراً في التقرير، وهذا مهم جداً، لأن أي وطني في سورية لا يركز على مأساة سورية يخطئ كثيراً، فسورية مهددة بحاضرها ومستقبلها وتحتاج إلى جهود الجميع والعمل ليلاً نهاراً للبدء بحل الأزمة.
- إن تحليل مسبّبات الأزمة جيد وجريء، ولاسيما التركيز على أن غياب الحريات ومنع العمل السياسي لكثير من القوى الوطنية والتقدمية واليسارية كان خطأ قاتلاً للسلطة، في حين كانت الحركات الأصولية تصول وتجول في المجتمع السوري.
- من اللافت التركيز على تحميل الحكومات المتعاقبة خلال الأزمة بل وقبلها مسؤولية التراجع في القطاعات الاقتصادية الرئيسة، ولاسيما في مجال الزراعة والصناعة، ما سبّب أذى كبيراً للشرائح الاجتماعية الفقيرة، وهي جماهير الحزب الرئيسة، وكذلك إهمال القطاع العام الصناعي والتردد في حل مشاكله ووضع الفاسدين في إدارته وقيادته كان مقصوداً بالتأكيد، ليصل الشارع السوري إلى قناعة أنه لا مصلحة له في هذا القطاع وليذهب إلى الفاسدين في البلد.
- تسجل نقطة إيجابية هامة أيضاً تضمّنها التقرير وهي النقد الذاتي، ولاسيما في المجال التنظيمي وعدم الوصول إلى الجيل الجديد، شباب سورية الذي تراجع تفكيره وانتماؤه وشعوره الوطني.
- إن الاهتمام بوحدة الشيوعيين السوريين يمثل أهمية بالغة لمستقبل العمل الوطني في سورية، وعلى الجميع أن يدخلوا في حوار موضوعي للوصول إلى الوحدة، فلا مبرر لوجود عدة أحزاب شيوعية في بلد مثل سورية، ولاسيما أنه يعيش ما يعيش من مآسي.
- ومع كل ما احتواه التقرير من إيجابيات، أقترح التركيز على الأمور التالية:
- العمل الدائم مع كل القوى اليسارية والوطنية لعقد مؤتمر وطني للحوار في دمشق يناقش الواقع الداخلي ويضع تصورات سياسية – اقتصادية- اجتماعية- ثقافية لمستقبل سورية.
- إن النضال الدائم لضمان فصل الدين عن الدولة، وتضمين ذلك في الدستور يمثل هدفاً مركزياً لكل وطني في سورية، والتركيز على المواطنة كأولوية أولى في المجتمع، ونشر ثقافة أن الوطن والمصلحة العامة للشعب، وتطوير ثقافة الأجيال الجديدة وتعزيز انتمائها للوحدة الوطنية ومصالح الأكثرية هو الضمانة الحقيقية لمستقبل سورية.
- الديمقراطية والحرية بكل صورها هي ضمانة المستقبل، فالشعوب الحرة هي القادرة على التطوير والإبداع، فبالحرية والحوار تتطور الشعوب والأوطان، ولا مستقبل لشعب تغيب عنه الحرية.
- إن طرح الوحدة العربية كما يحلم بها البعثيون والناصريون لم يعد واقعياً، ويمكن أن نطلق عليه ضرباً من الخيال.
إن العمل من أجل إقامة تكتلات فاعلة مناطقية في العالم العربي (اتحاد المغرب العربي- وادي النيل- مجلس التعاون الخليجي- تكتل الهلال الخصيب…) يعد خياراً مناسباً في المرحلة الراهنة، وإن دعم هذه التجمعات وزيادة تعاونها فيما بينها، ومن ثم زيادة التعاون الاقتصادي بين هذه التحالفات، وإقامة أوسع العلاقات وفي كل المجالات يشكل هدفاً واقعياً يسهم في تقوية الأم العربية وزيادة فعاليتها في هذا العالم، الذي لا مكان فيه إلا للتكتلات القوية اقتصادياً، فالعالم اليوم هو عالم المصالح لا المبادئ.
- لم يتطرق التقرير للتحالفات الإقليمية ولاسيما العلاقة بين العرب وإيران وتركيا، ونرى أن دعم تطوير العلاقات مع هذه الدول يزيد من فعالية هذه المنطقة عالمياً.
وبشكل عام التقرير ممتاز ويحتاج تنفيذه إلى جهود وبرامج يتعاون فيها الحزب مع كل القوى الوطنية والقومية واليسارية.