ما هي خطة التدفئة ونحن على أبواب الشتاء؟
رمضان إبراهيم:
لا يخالفني أحد إن قلت إن ما جرى في الشتاء الماضي وما سبقه من أعوام قد وضع المواطن تماماً على حدود الذلّ، في ظل تخبّط المعنيين خلال السنوات المنصرمة في توزيع مادة المازوت وحتى الغاز أيضاً، على أساس أن البعض قد وجد في أسطوانة الغاز بديلاً مقبولاً عن المازوت.
فمن دفاتر التوزيع وما رافقها من عمليات تلاعب وبيع ومتاجرة فيها نظراً لمساواة أبناء المناطق الدافئة نسبياً بالمناطق الباردة، إلى تسجيل الأسماء حسب دفاتر العائلة وتخصيصها بالمازوت، وصولاً الى بدعة البطاقة الذكية ومارافقها من إشكاليات تتعلق بتفعيلها، وعدم التفعيل وفق مزاجية بعض أصحاب الكازيات، وكلنا سمعنا أكثر من شكوى بهذا الخصوص عبر وسائل الإعلام المتنوعة سواء أكانت مرئية أو مقروءة أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
إذاً حالات عديدة عانى منها المواطن في سبيل الحصول على مؤونة الشتاء من الوقود، دون أن يكون قادراً على إحداث أيّ خرق في ذلك، اللهم باستثناء شرائها بشكل حر، وهنا حدِّث ولا حرج عن جنون الأسعار، إذ وصل سعر اللتر إلى نحو400 ليرة سورية وأكثر.
السيد أبو محمد تحدث إلينا عن معاناته العام الماضي في سبيل الحصول على البطاقة الذكية في ظل الازدحام الكبير في مراكز إصدار البطاقات إلى أن حصل أخيراً على البطاقة، وعندما راجع إحدى المحطات للحصول على حقه من المازوت، أخبروه إن كمية المازوت المخصصة قد انتهت، وعليه الانتظار حتى العام القادم.
سمر يوسف تحدثت عن التلاعب بعدادات الصهاريج وحتى بعض المحطات، فخلال العام الماضي حصلت على حوالي ٢٠٠ لتر موزعة على عشر عبوات، ولكن في الحقيقة كل عبوة تنقص أكثر من أربعة لترات، في ظل غياب كل الجهات الرقابية المكلفة بعمليات المراقبة.
هذا العام، ما زال المواطن في حيرة من أمره أمام الأنباء التي تتحدث عن توزيع المادة للجرحى وأسر الشهداء في البداية، ويرى بعضهم أن البرد يطارد الجميع دون استثناء، وعلى المعنيين الإسراع في توزيع المادة على الجميع بشكل عادل، في حين يرى آخرون أنه كان عليهم أن يوزعوا المازوت صيفاً وفق خطة مدروسة تشمل جميع أبناء الوطن دون استثناء.
أخيراً
هل سيكون توزيع المازوت هذا العام وفق خطة تعالج كل السلبيات التي مرت بنا خلال أعوام الأزمة، أم أننا سنبقى رهينة لمزاجيات التفعيل وعدم التفعيل، فضلاً عن مزاجيات العاملين وأصحاب محطات الوقود؟