السلاح والمال سلطة لفرض الهيمنة

وعد حسون نصر: 

لطالما كان السلاح والمال سلطة أساسية لفرض الهيمنة على العالم؛ لذلك تسعى كبرى الدول لجعل السلاح في حوزتها، لأنها ترى أن قوّتها وعظمتها تتجلى بما لديها من أسلحة وخاصة أسلحة الدمار الشامل، وعلى الرغم من كل المخاطر الناجمة والحروب والخراب المحيط بعالمنا بسبب تجارب نووية قامت بها دول عظمى لأسلحة صنّعتها، مازالت قوى الشر تسعى لتصنيع المزيد من وسائل الدمار، وبضمنها السلاح الكيماوي والنووي، مُهدِّدةً بجعل العالم كتلة ملتهبة من نار، أو صحراء قاحلة لا حياة فيها. وعلى سبيل المثال، فإن القصف بقنابل ذرية على (هيروشيما وناغازاكي) الذي شنّته الولايات المتحدة لتجريب اختراعها وسلاحها الفتّاك نجم عنه دمار وأخطار مازالت تأثيراتها مُمتدّة عبر الأجيال حتى يومنا هذا.

وبالرغم من كل المخاطر الناجمة عن استخدام هذا النوع من الأسلحة إلا أن القوى الكبرى المُسيطرة على العالم مازالت ترى أن قوتها وعظمتها تتجلى في أن يكون في حوزتها كل أنواع الأسلحة، فمن وجهة نظرها هي دول متقدمة اقتصادياً ومادياً وتقنياً، وهذا يعطيها المبرر ليكون لديها سلاح لحماية الذات والأمن والرفاهية الاقتصادية والهيبة الدولية، ومن خلاله تحصل على مكانة مُتمّيزة في النسق الدولي، ويتحقق لها من خلاله امتلاك صناعة القرار، وخاصةً فيما يتعلّق بالحرب والسلم. لذلك كان امتلاك الأسلحة النووية في القرن العشرين من المُحدّدات الأساسية للمكانة الدولية، وممّا لا شكّ فيه أن امتلاك أي دولة للقوة النووية يُعتبر من أهم الخصائص الدالة على التفوق العسكري والاقتصادي، ومن الواضح أن لهذه الأسلحة دوراً كبيراً في استراتيجية الردع، ذلك أنها تمنع الحروب المباشرة بين القوى الكبرى، وهو ما تجلى أثناء الحرب الباردة، لذا وعلى الرغم من خطورة هذه الأسلحة وتحريمها عالمياً، فما زالت قوى السيطرة والنفوذ تسعى لفرض هيمتنها من خلال التهديد باستخدام النووي والذري، وحتى ما يُسمى بالقنبلة أو النبضة الكهرومغناطيسية (الوحش الآسيوي) الذي تُهدّد به كوريا الشمالية الولايات المتحدة، وهو ما يُعتبر أخطر تهديد لعالم اليوم، لأنها من الأسلحة التي لا تُهاجم الضحايا من البشر بقدر ما تُهاجم كل منتجات الحضارة الحالية، من تكنولوجيا اتصالات ومواصلات وسلاح وغيرها. وطبعاً كل هذه الرغبة في امتلاك السلاح تهدف لفرض الهيمنة على العالم وجعله تحت سيطرة الأقوى، ولا يهمّ الدول العظمى ما ينجم عن دمار لكوكبنا، بل الهم الوحيد لها هو فرض السيطرة على العالم والاستفادة من خيرات الجميع، حتى وإن أدّى الأمر إلى دمار العالم، وليس ببعيدٍ عنا أن تتحوّل الأمور فتُفقضد السيطرة على تلك الأسلحة نتيجة لخلل طبيعي أو بشري، فنصبح في الجحيم ويُدمّر كوكبنا بالكامل من أجل أن يُنمّي الأقوى غريزة البقاء في السلطة والسيطرة وامتلاك كل شيء، وتفنى البشرية بكبسة زر من اختراعنا.

العدد 1102 - 03/4/2024