المفرقعات شوهت مباهج العيد في السويداء!
السويداء- معين حمد العماطوري:
مذ كنا صغاراً ونحن ننتظر بهجة العيد، كي نلعب ونلهو ونستخدم المفرقعات التي لا تزعج ولا تتسبب بالضرر الصحي أو النفسي أو الاجتماعي، فقد كانت ساعات محدودة التي نتداول تلك الألعاب حتى ظهر اليوم الأول من العيد. ونتيجة للعلاقة التربوية القاسية، كنا نخضع لزجر الأهل والجيران ونخشى من أن نكون سبباً في تشويه مباهج العيد بين الأهل والصحب.
أما اليوم ومع حلول الأضحى المبارك فقد اتخذ بائعو المفرقعات فسحة لهم للتجارة مسببين الخلل التربوي، من جهة، وثانياً استقدام مفرقعات تشابه للمتفجرات بصوتها القوي، والناس في توتر واضطراب.
وإذا ما دخلنا في تفاصيل فإن الخلل التربوي انحصر في الأولاد الذي من حقهم اللعب والشعور ببهجة العيد في الحدائق وساحات العيد المفقودة، ولكن أن يصبحوا مصدر إزعاج للجيران والأهل، وحين محاولة ردعهم يستخدمون ألفاظاً نابية والأهل يتماهون معهم، فهذه لعمري دخيلة على عادات وتقاليد مجتمعنا، وباتت تشكل خللاً اجتماعياً وأخلاقياً.
الأمر الآخر كيف لوزارة الداخلية أن تصدر تعليمات وتعاميم قبل أيام العيد بمنع بيع المفرقعات المسببة للأضرار، وهي تباع أمام مقراتها وعلى عينك يا تاجر!؟ أليس سيئاً أن تخسر الوزارة ثمن الحبر الذي طبعت به تعليماتها غير المطبقة؟ والأمر الأهم لماذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة بمنع بيعها ومحاسبة مروجيها، الذين لو بحثنا لوجدنا أن مروجيها قد يدخلون أشياء أخطر منها بكثير، بدلاً أن تتسبب بالإزعاج فإنها قد تحدث أضراراً جسيمة وهناك حالات حدثت؟!
والسؤال الأهم هل ستبقى الدولة في الترهل المقصود بعيدة عن بسط سيطرتها القانونية؟ فإذا كان ذلك عن قصد فتلك مصيبة، وأن كان غير مقصود فالمصيبة أكبر؟
ولا تلج بالسؤال لأن الشيطان يكمن في التفاصيل وما أدراك ما هو شيطان العيد! فدمتم في وطن وأضحى مبارك بالمفرقعات المزعجة والفساد.