من أعلام اليسار الماركسي.. “وليد قارصلي” 

زياد الملا:

ولد وليد قارصلي في مدينة تدمر حيث كان يعمل والده عام 1944 وترعرع في جو مشبع بروح الفن وعالم الألوان من خلال والدته الفنانة الرائعة إقبال ناجي.

قضى القسم الأكبر من حياته صريع المرض الذي أقعده في فراشه أغلب سنوات عمره ولم يغادره إلا إلى حتفه، وبدأ قعوده الدائم في عام 1972 عندما كان يسبح فسقط برأسه فوق صخرة وكان الشلل الكامل في الأطراف الثلاثة، وظلت يد واحدة سليمة.

ومع ذلك عاش حياته بروح عالية من الفرح والتفاؤل رغم الألم الروحي والنفسي والجسدي، فضلاً عن سجن الفراش.

تخرج وليد قارصلي في أكاديمية ليننغراد السوفيتية حائزاً على شهادة الماجستير في العلوم الإلكترونية، كما قدم أطروحة الدكتوراه في جامعة موسكو حول (تاريخ الفن السوري المعاصر 1975-1980). وخلال ذلك اتبع دورة في الرسم والحفر لدى أكاديمية الفنون الجيورجية تحت اشراف البروفسور ريفازياشفيلي.

ومنذ عام 1967 حتى آخر أيام حياته أقام 25 معرضاً في ليننغراد وموسكو ودمشق وبيروت وعمان وطوكيو وباريس وكندا. كما شارك في المعارض السنوية لفناني سورية منذ عام 1986 منها مشاركته في معرض (البورتريه) و(تحية إلى دمشق القديمة) و(معرض الكرامة). وكانت له عروض في صالات (ايريس) والمكتبة الأمريكية و المركز الثقافي الروسي بدمشق عام 1977 وفي (معهد العالم العربي) في باريس عام 1995 وفي مهرجاني (توكاماتشي) و(ياماتو ماتشي) عام 1996 في اليابان و(مركز الخدمات الإنسانية) بالشارقة عام 1996 ومهرجانات الكاركاتير في تركيا وايران وكوبا واليابان وبلغاريا.

عمل وليد قارصلي في مجال رسوم الأطفال والملصقات ورسوم وأغلفة الكتب وغرافيك الكمبيوتر وأفلام الكرتون.

أما في الموسيقا فقد ألف فرقة (بلوستارز) الموسيقية عام ،1961 كما شكل فرقة موسيقية دولية عام ،1963 وقام بتأليف العديد من المقطوعات الموسيقية لمسرحيات وأفلام ومسلسلات سورية.

وللعلم تعرض أخواله الأربعة ومنهم المؤرخ الماركسي زهير ناجي للاعتقال ضمن حملة الاعتقالات التي طالت الآلاف سنوات 1959-1961في سورية ومصر. ولعب هذا الوضع دوره إضافة إلى عوامل أخرى في انتهاجه الخط الماركسي حتى الرمق الأخير .

فارق وليد قارصلي الحياة في 18/4/2006 إثر أزمة تنفسية حادة تاركاً خلفه ثروة لا تقدر بثمن من اللوحات والمقطوعات الموسيقية و صورة مشرقة عن إنسان هو أقرب إلى الأساطير.

العدد 1102 - 03/4/2024