أسعار عالية و خدمات غير مرضية
ولاء العنيد:
تتمحور السياحة السورية الداخلية في فترة الصيف حول الساحل السوري بامتياز، فو يصبح أول وجهة للعائلات للاستمتاع بمياه البحر والتخفيف عن أنفسهم بعض الهموم في إجازة قصيرة. لهذا كان الساحل السوري يمتلئ بمواطنين من كل المحافظات السورية وحتى بسياح من خارج البلاد، وبعد الحرب اختفت جل معالم السياحة وتوقفت لبرهة قصيرة، ولكن سرعان ما عادت مع عودة الأمان في البلاد، ولكن الغريب في هذا الموضوع أن المؤسسات السياحية الساحلية والمنتجعات المنتشرة على طول الشاطئ السوري لم تعد تراعي الأوضاع الاقتصادية إذ ترفع أسعار خدماتها بما يناسب دخل المواطن السوري الذي أصبح الشريحة الوحيدة الموجودة في غياب السياح الأجانب. فقد باتت ترفع الأسعار بأرقام كبيرة مستغلة فترة الصيف وحاجة الناس للترفيه عن أنفسهم. وقد اجمع أغلب من توجه للمنتجعات الساحل السوري على أن الخدمات سيئة رغم ارتفاع الأجور. ومع هذه الشكاوي كلها يبقى السؤال أين هي وزارة السياحة مما يحدث؟ وهل تقبل أن يتوجه المواطنون إلى لبنان مثلاً لأنه ببساطة السعر نفسه وربما أرخص في بعض الأحيان والخدمات المقدمة أفضل بكثير ولا تقارن؟
الأجور في وادٍ والراتب في وادٍ آخر
ارتفعت أجور المنتجعات والفنادق السياحية مع ارتفاع درجات الحرارة، وقد كانت الأسعار على النحو التالي:
غرفة إطلالة داخلية لشخصين 10800 ل. س.
غرفة لشخصين إطلالة بحرية 20500 ل. س.
غرفة 3 أشخاص إطلالة بحرية 23300 ل. س.
غرفة 4 أشخاص إطلالة بحرية 28000 ل. س.
دوبلكس 10 أشخاص 3 غرف نوم وصالون 42 ألف ل. س. دوبلكس 8 أشخاص غرفتين نوم وصالون 37 الف ل. س.
دوبلكس 7 أشخاص غرفتين نوم وصالون 32 ألف ل. س (لليوم الواحد)، وهكذا بأقل تقدير تعادل راتب شهر كامل مع انتهاء الطلاب من الامتحانات.
غرفة لشخصين إطلالة بحرية بـ 56850 ل. س.
غرفة لـ 3 أشخاص إطلالة بحرية بـ 65150 ل. س.
غرفة إطلالة داخلية لشخصين 41650 ل.س مع فطور وخدمة. سويت لـ 4 أشخاص 72850 ل.س مع فطور . إطلالة بحرية. دوبلكس 7 أشخاص دون خدمة 78700 ليرة.
دوبلكس 7 أشخاص 92150 ليرة مع خدمة وفطور.
دوبلكس 8 أشخاص غرفتين نوم و صالون 103 آلاف ليرة.
دوبلكس 10 أشخاص 3 غرف و صالون 113 ألف ليرة في منتجع مصنف بأكثر من 3 نجوم.
أما المنتجعات التي كان تصنيفها 5 نجوم فهي كالتالي:
غرفة عادية 60000 ل. س، جونيور سويت 75000، لوكس سويت 105000، شاليه غرفة واحدة 125000ل. س. شاليه غرفتين 150000. شاليه ثلاث غرف 180000. وطبعاً جميع الأسعار المذكورة هي أسعار حجز يوم واحد، بينما يتراوح متوسط راتب الموظف السوري بين ٥٠ و ٨٠ ألف ل.س وكأن المعادلة تقول التالي يوم واحد بتعب شهر كامل أو من يريد الذهاب إلى البحر فمن الأفضل أن يكون من الطبقة الميسورة، وإلا بلا! و بالرغم من ارتفاع الأسعار هذه إلا أن مستوى الخدمات المقدمة ضعيف جداً والقائمون على متابعة هذه الخدمات يتصرفون بشكل غير جيد مع العميل بلا مهنية واحترافية بالتعامل. لهذا عبر الكثير من المواطنين عن استيائهم من الخدمات المقدمة وقارنوا بينها وبين الخدمات التي تقدم في لبنان حيث توجد الخدمة الجيدة والسعر المناسب والتعامل الاحترافي. وإذا خير عدد كبير من الأشخاص في المرة القادمة فلا شك أنهم سيختارون الذهاب إلى لبنان بدل الساحل السوري، لأن الخدمات المقدمة لا تستحق المبالغ المالية المطلوبة. وهذا الأمر لا يرضي أحداً، فبلادنا هي أولى بأن تصرف هذه الأموال في داخلها لا في بلاد أخرى.
لهذا نتمنى أن تعمل وزارة السياحة بكل قوتها لأن تكون الأسعار مراقبة وتتناسب مع دخل المواطن السوري، وتأمين بديل فعلي وناجح ومستمر بخدمة جيدة وأسعار مناسبة للمواطنين، فمن جهة نحافظ على السياحة الداخلية، ومن أخرى نساعد على ضمان حقوق المواطن في أن لا يغبن في السعر، وبالنهاية يحصل على خدمة غير مرضية لعدم توفر البديل الذي يناسب أوضاعه الاقتصادية. يبقى الأمر هنا في رسم وزارة السياحة التي نتمنى أن يصبح حق المواطن في السياحة الداخلية أحد أولوياتها.