الحكومة والفيس بوك خوفٌ وعداء.. جامعة دمشق تعاقب طالبة لوضعها علامة إعجاب بمنشور ينتقد الجامعة!

ريم الحسين:

الخبر الذي ضجّت به مواقع التواصل الاجتماعي وأخذت حملة التنديد به إلى المطالبة باستقالة وزير التعليم العالي أو أقله رئيس جامعة دمشق.

جامعة انخفض تصنيفها إلى مركز مخزٍ على مستوى العالم تطارد طلبتها وتفصلهم وتنذرهم بسبب منشور أو وضع علامة إعجاب!

في كل يوم نُفاجأ بخبر يثير السخرية قبل السخط عن أداء هذه الحكومة ووزارتها والتابعين لها من مسؤولين ومديرين ورؤساء أقسام وما إلى ذلك، السؤال المطروح هنا: ما سرّ خوف هذه الحكومة من مواقع التواصل الاجتماعي؟  لماذا ترتعد فرائصها عند كل منشور يقيم أداءها أو يتهكم عليه؟ ولماذا تسن دائماً القوانين المساعدة في تطبيق القمع وكبت الحريات تحت مسميات عديدة؟ وهل السبب هو ضعف أدائها أم لأنه أصبح للشعب طريقة يكتب فيها عن معاناته وهمومه وأصبح الفساد يخاف افتضاح أمره للعلن!!

كل دول العالم المتحضر تستعين بمواقع التواصل الاجتماعي لترى رد فعل شعوبها على أداء الدولة أو الحكومة، وتهتم بالانتقادات وتأخذ الأمور بمحمل الجدية لمعرفة مكامن الخطأ وإصلاحه. كبار رؤساء العالم يخاطبون شعوبهم ويضعون السياسات عن طريق هذه الوسائل، أما لدينا فتحولت هذه الوسائل إلى لعنة على هؤلاء. فلا يجوز للشعب، على ما يبدو، أن يعبر عن رأيه، ويجب أن يبقى صامتاً خائفاً خانعاً ويلتهي برغيف الخبز. وهذا واضح من الأداء الضعيف والسيئ وخصوصاً في المجال الاقتصادي.

طلابنا يُفصلون وتوجَّه لهم الإنذارات من الجامعات، لمجرد أنهم أبدوا رأياً بمقرراتهم ودراستهم والقائمين عليها! فكيف ستتطور المناهج والأساليب التعليمية إذا كان وضع علامة إعحاب (لايك) على منشور أصبح تهمة وجريمة، وربما لاحقاً يستحق صاحبه السجن!؟

غريب أمر هذا البلد، ألا تكفيه لعنات الحرب والحصار حتى يأتينا من لا عمل له يراقب صفحات الفيس بوك لتجريم الطلاب!

في تصنيف جودة التعليم لم نكن في المراتب الأخيرة، لم ندخل من الأساس. لماذا لا يُلاحق هؤلاء المعنيون المسؤولون عن التراجع المرعب للتعليم؟ أم أن الحجة الجاهزة دائماً والتي أصبحت شماعة أننا في حالة حرب؟!

ألا يستحي هؤلاء؟ ألا يخجلون من ضعف أدائهم وفسادهم حتى يتركوا كل الأعمال المترتبة عليهم ويصبح عملهم الوحيد ملاحقة المواطنين والإطباق على أنفاسهم في كل مكان؟!

من اعتقال للصحفيين إلى المنشورات والإعجابات، تضع هذه الحكومة نفسها في موقع الشبهة المطلقة، وتؤكد وتفند أنها حكومة ظاهرية لاهمّ لها سوى تكريم الفساد والمحسوبيات وسوء التخطيط والإدارة والفشل الذريع المخيف.

ثم تأتي وزارة الاتصالات وتعبث ببرامج الاتصال (كالواتس أب) حتى تسوء الخدمة ويضطر المواطنون لاستخدام أكبر للاتصال العادي، وكأنه ليست اتصالاتنا من أغلى الاتصالات وأقلها جودة في العالم. ألا يكفيها الربح الذي وبحسب تقارير أن شركات الاتصالات السورية تحقق عائداً يفوق شركات اتصالات عالمية!؟

هذه البلاد تغرق ولا مركب للنجاة حتى الآن، وكلما تنفست الصعداء من مكان يأتينا الاختناق من مكان آخر، فهل يتنازل مسؤولونا عن مراقبة (الفيس بوك) والعودة إلى أعمالهم لترميم ما يمكن ترميمه في ظل هذا الخراب، أم أن قدرنا أن نبقى تحت الحروب والكبت والدمار!؟

المجد للشّهداء، حماة الدّيار عليكم سلام.

 

العدد 1104 - 24/4/2024