د. ناصر جانبيه.. خدمة مرضى السرطان مجاناً

السويداء – معين حمد العماطوري:

حمل الدكتور ناصر جانبيه هموم بيئته، واغترب لتحقيق رغبته بثلاثة بوردات أمريكية؛ باختصاصات طبية متنوعة، ملزماً نفسه مهمة معالجة مرضى السرطان مجاناً في كل زيارة إلى السويداء، تنفيذاً لوعد قطعه على نفسه بعد موقف مؤثر تعرض له، فكان مركز الأمل المجاني الذي يقدم خدمات كبيرة للمرضى.

جريدة (النور) التقت الدكتور ناصر جانبيه الاختصاصي بالأورام وأمراض الدم، فبيّن أنه لم يكن يحسب نفسه أنه سيكون ذلك الطبيب المتميز في بلاد الاغتراب، وهو المولود في مدينة السويداء عام 1959 ضمن أسرة محبة للعلم، لكن توجهه لم يكن نحو الطب، وبعد دراسته الإعدادية والثانوية، كان الموقف الأكثر تأثيراً في داخله إصابة شقيقته بمرض السرطان، ومفارقتها للحياة بسببه، إذ لم يكن الطب متقدماً كما هو اليوم، ولأنه عاش معها الآلام والمعاناة، قرّر دخول كلية الطب، وأن يدرس الأورام ومعالجة المرضى، وأثناء دراسته الجامعية رأى ما أكد إصراره على متابعة الهدف، إذ بعد تخرجه عام 1978، التحق باختصاص الأورام وأمراض الدم في مستشفى تشرين العسكري، وبدأ رحلة الاغتراب بدولة الإمارات بالاختصاص ذاته، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتعميق الدراسة العلمية، فنال أول (بورد) بالأمراض الباطنية، ثم ثاني (بورد) بأمراض الدم، والثالث كان في معالجة الأورام، وترأس قسم المعالجة، وحالياً يدير قسم معالجة السرطان في مستشفى يعدّ من أكبر المشافي في ولاية أوكلاهوما.

وضع الدكتور جانبيه خطة لنفسه، إذ يقوم كل ستة أشهر بزيارة السويداء لمدة أسبوعين ويعمل على علاج المرضى، بعد أن تحصّن بأحدث الدراسات والأبحاث العلمية المهمة وما قام به من تجارب في أمريكا بغية نقل الفائدة إلى أبناء وطنه، واستثمر مشروعاً طبياً سمّاه مركز الأمل الطبي، يقدم مختلف الخدمات الطبية، وبأحدث الأجهزة الطبية، وإضافة إلى توفير فرص عمل لكوادر عمالية وإدارية وعلمية طبية، فإن فيه توفير السفر على المريض من السويداء إلى دمشق، وعمل على توفير جهاز طبقي محوري متعدد الشرائح، وهذا المركز يتابع مرضى السرطان وغيره من الأمراض، وعليه فإن الهدف الذي درس من أجله، وعشقه للعمل المجاني في مهنة الطب خدمة لمرضى السرطان، شعر بأنه قدم شيئاً لروح شقيقته، ووصية أهله في استثمار الاغتراب الذي ناف عن ثلاثة عقود.

العدد 1104 - 24/4/2024