على أعتاب موسم الزيتون.. أين وعود الحكومة!؟
رمضان إبراهيم:
لا يلومنّني أحد إن قلت إن زراعة الزيتون في بلدنا مازالت حتى الآن خارج قائمة أولويات حكومتنا، وهي تغمض عنها عينيها وتصم آذانها في وجه كل الصراخ والصياح والتنبيه من الخطر الذي يهددها بسبب عدم كفاية الإجراءات الوقائية والعلاجية المطلوبة التي تحول دون استمرار تدهور هذه الشجرة المباركة، والبحث في كل إجراءات المكافحة من أمراضها، باعتبارها محصولاً استراتيجياً.
أضف إلى ذلك ما حصل من ملابسات وأقوال سبقت ورافقت وتلت الاجتماع الدولي الخاص بلجنة الزيوت والدهون الخاصة بدستور الغذاء العالمي، الذي عقد في ماليزيا بغياب سورية، وعدم وضع خطة وطنية متكاملة لتطوير هذه الزراعة رغم الوعد بها.
وانطلاقاً مما سبق، فلا نعلم حتى الآن ما الذي يحول دون معالجة هذه الأسباب من قبل الحكومة ومؤسساتها ذات العلاقة، عبر وضع خطة وطنية متكاملة لتطوير قطاع الزيتون من كل الجوانب، ومن ثم تنفيذها وفق آلية محددة كفيل بأن يضع هذه الزراعة المهمة جداً من نواح عديدة في سلم أولويات الحكومة، وكفيل بأن يحسّن إنتاجها كماً ونوعاً بما يعود بالخير على الفلاحين المنتجين وعلى المستهلكين وعلى الاقتصاد الوطني أيضاً.
ومن هنا لا بد من الإشارة إلى أن التفاؤل الذي أبديناه في العام الماضي بهذا الخصوص كان قاب قوسين أو أدنى من أن يذهب أدراج الرياح، بعد أن مضت ثمانية أشهر دون أن تضع الحكومة الخطة التطويرية التي وعدنا بها خلال اجتماع حكومي رفيع المستوى جرى في طرطوس يومذاك، وقد تناولناه في مقال طويل في جريدة (النور) تمهيداً لوضع الخطة. ولكن رغم أن الكلام كان واضحاً وحاسماً لجهة أن الخطة ستوضع بعد شهر من ذاك الاجتماع بقرار يصدره مجلس الوزراء، ورغم أن محافظة طرطوس شكلت فريق عمل لهذه الغاية، ورفعت مقترحاته للتطوير بدءًا من الغراس والمشاتل مروراً بالزراعة والوقاية والمكافحة وتكاليف الإنتاج والقطاف والعصر والتخليل، وليس انتهاء بحفظ الزيت وتسويقه داخلياً وتصدير الفائض منه للخارج.
رغم ما سمعناه عن إقامة وزارة الزراعة ورشة عمل قبل نهاية العام الماضي بهذا الخصوص، فإن الخطة المنتظرة وبرنامجها التنفيذي مازالت في أروقة الجهات المعنية بإصدارها، ونتمنى أن تلحظ النور قبل فوات الأوان.
أخيراً وليس آخراً.. ألم يحن الوقت، أيتها الحكومة ويا وزارة الزراعة ويا مديريات الزراعة ويا كل المعنيين بواقع شجرة الزيتون، لوضع هذه الخطة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الشجرة التي بات المرض والإهمال يهدد وجودها، ويهدد دخل عدد كبير من المواطنين الذين يعتمدون عليها كمصدر أساسي للدخل!؟