كثير من النساء ينشدن سلطة الرجل

وعد حسون نصر: 

على الرغم من أن المساواة من حقنا إلاّ أن الكثير من النساء تُردن البقاء تحت سلطة الرجل.
وبالرغم من الواقع الحالي الذي فرضته الحروب والضائقة الاقتصادية التي تعيشها الأسرة بكل أفرادها، نجد أن هناك الكثير من النساء يرفضن إلاّ أن يكون الرجل بجوارها، وتعتبر نفسها مُحايدة ومن حقها عليه تأمين احتياجاتها واحتياجات أسرتها إن كانت زوجة، مع العلم أنها أكثر تعرضاً للإقصاء الاقتصادي من الرجل. في الوقت ذاته نجد أن لهذه المرأة وجهة نظر تقول إن هناك أموراً ذكورية وأخرى أنثوية، لذلك ترى بعضهن أن من حقها على الرجل القيام بواجباته حيالها ابتداءً من المصروف إلى مرافقتها لبعض الأماكن التي تراها بعيدة وبحاجة لرجل يساندها ويحميها على اعتباره سندها، وبقدر ما هناك من النساء تنادي بالمساواة وحقها أمام الرجل، لكن مازالت هي نفسها تميّز في التربية بين الذكر والأنثى بحكم موروث وعادات وتقاليد توارثتها من بيئتها وبشكل خاص من والدتها.

ولها أقول: ما دمت كامرأة ترين نفسك أقلُّ منزلة من الرجل، فلا يمكنك أن تنادي بالمساواة وخاصة إذا كنت ممّن تربّى في كنف أسرة ترى أنه من حقك البقاء في منزلك وكل مستلزماتك تصل إليك. هنا، لابدّ أن يتكوّن لديك شعور بالعجز عن صنع أمورك بنفسك، وتزداد المعاناة أكثر عند ما تخرجين من قوقعتك للعالم الخارجي فتجدي نفسك مكتوفة الأيدي لأنك ممّن اعتادت على تلبية طلباتها من قبل الآخر/ الرجل، وبالتالي أنت نفسك من يعكس هذا الفكر على أفراد أسرتك!

إن شعور النقص عند البعض من النساء حيال الرجل موروث اجتماعي مكتسب من الأسرة الكبيرة ومتناقل عبر أجيالها، لذا إن لم تكن المرأة هي نفسها ترفض هذا المورث وتتجه نحو البحث عن ذاتها لتجدها وتعززها، لا يمكن أن تتخلص من نقصها أمام الرجل.

لذا عزيزتي المرأة كوني على يقين تام أنك لا تختلفين عن الرجل بشيء سوى الجسد الذي يميّز الأنثى عن الرجل، فاعملي أنت على تعزيز مكانتك لدى الرجل وضعيِ نصب عينيكِ أنكِ لا تقلي بشيء عنه لا بالميراث ولا بالعمل، فالكثير من النساء شغلن مناصب عديدة في المجتمع وكنّ مثال القدوة، لا تفرضي على نفسك قيداً لتكوني أقلّ منزلة من الرجل، اصنعي ذاتكِ بعيداً عن مفهوم المجتمع والفجوة القائمة ما بينك وبين الرجل، لا تجعلي التربية الخاطئة التي فرضت عليك الوقوف خلف الرجل ليكن هو القوام عليك لا الشريك تسيطر على حياتكِ. علّمي أبناءك وخاصةً الذكور أن الحياة مشاركة، ورسخي لدى ابنتك مفهوم القوة والاستقلالية، واعلمي أنك النصف الأساسي في المجتمع الذي لا يمكن أن ينهض من دونك وإلاّ سترجح كفة الميزان للرجل وتبقين بحاجة دعم لتتساوى الكفتين، فلا تبقي بالخلف واعملي على ركن مفاهيم المجتمع الخاطئة خلفك لكيلا تكون القيد الذي يعيق خطواتك ويعرقل سيرك للأمام، فمن اعتادت السير للخلف حتماً ستخشى اندفاع خطوتها للأمام خشية أن تسقط.

العدد 1104 - 24/4/2024