جورج حنا.. من أعلام اليسار الماركسي

زياد الملّا:

(… رأيت الحق تائهاً لا يستقر إلا في حوزة الأقوياء. وجلت في شوارع البؤس فحبس على أنفاسي شبح الموت يرفرف فوق الجماعات الهائمة التاعسة. أنا لست شيوعياً منظماً إلا أنني ماركسي).

هذه هي كلمات الطبيب والكاتب اللبناني جورج حنا المولود في بلدة الشويفات في عام 1891.

نال شهادة الطب في بيروت وتابع التخصص العالي في باريس.

بدأ ينشر أولى كتاباته في الصحف باسم مستعار: ابن سينا، إلا أنه سرعان ما تحول إلى اسمه الحقيقي.

في بداية الخمسينات صدر كتابه الشهير والممتع (ضجّة في صف الفلسفة) الذي مُنع في جميع الدول العربية إلا أنه انتشر بقوة لا سيما في سورية في النصف الثاني من الخمسينيات وطُبع غير مرّة.

وفي عام 1941 صدر كتابه (من الاحتلال إلى الاستقلال) إلا أن الفرنسيين صادروا الكتاب بذريعة الإساءة إلى الجيش، وأصدروا مذكرة توقيف بحقه وأحالوه على المحكمة العسكرية، ولكن رئيس المحكمة (المسيو كاربونيه) قد صرّح: وجداني في القضاء لا يسمح لي بالحكم على جورج حنا. إن محاكمته تسبب لنا فضيحة في قلب المحكمة).

ترشح جورج حنا للنيابة عن مقعد بيروت الأرثوذوكسي في عام 1953، وقد نال غسان تويني5000 صوت، ونال جورج حنا منفرداً ثلاثة آلاف صوت.

يقول جورج حنا: وجدت في الماركسية التي اطلعت عليها ما يشبع نهمي. نحن بحاجة ماسة إلى التمرد وتغيير الواقع.

عمل على تحقيق أهدافه من خلال كتبه، فقد كتب الروايات والأبحاث والشعر كما كتب في أدب الرحلات عن زياراته إلى البلدان الاشتراكية، ومذكراته (قبل المغيب).

فارق الحياة في عام 1969.

العدد 1104 - 24/4/2024