أسنان سمك التنّين
تعدّ أسماك التنّين التي تقطن أعماق البحار، واحدة من أكثر الحيوانات المفترسة في المحيطات، حتى أن الكثير من الأفلام جعلت منها وسيلة لبثّ الرعب في المشاهدين.
ويعود الفضل في تصنيف هذه السمكة كواحدة من أكثر الحيوانات المفترسة في المحيط، إلى مجموعة الأسنان الشفافة المخيفة التي ساعدتها على الازدهار في بيئة قاسية، ذلك أنها تمنع انعكاس الضوء ما يجعلها غير مرئية للفريسة المحتملة.
وظلت هذه الأسنان لغزاً محيراً للعلماء، إلى أن اكتشفوا أخيراً أنها مصنوعة من المواد الأساسية الموجودة في أسنان الإنسان، ولكن مع بنية مجهرية مختلفة.
ودرس العلماء أنواع أسماك التنين المسماة Aristostomias scintillans، والتي يجري صيدها على عمق يصل إلى 1000 متر قبالة ساحل كاليفورنيا، ويمكن أن تنمو إلى أن يبلغ طولها 25 سم.
ويملك هذا النوع من الأسماك جسماً أسود اللون مع فتيل معلق من الفك السفلي مع عضو غدّي في نهايته يُدعى photophore يظهر كبقع مضيئة على مختلف الحيوانات البحرية، يستخدم لإغراء الفريسة.
ويقضي هذا النوع من أسماك التنّين معظم وقته في السباحة بفكّين مفتوحين، في انتظار أيّ فريسة قادمة نحوه، فمن المعروف أنها أسماك شرهة للغاية لدرجة أنها قد تضطر إلى أكل بعضها البعض أحيانا، وتملك صفّين من الأسنان الطويلة الحادة التي يكون حجمها كبيراً مقارنة بجسمها.
وتتكون الأسنان الشفافة من طبقة خارجية من المينا وطبقة داخلية من الأنسجة العظمية الكثيفة تسمى العاج، تماماً مثل أسنان الإنسان، ولكنها تختلف في احتوائها على بلورات نانوية في المينا تمنع أي ضوء موجود في البيئة المظلمة من الانعكاس على سطح السن.
وقال العالم أندريه مايرز من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، الذي قاد الدراسة: (في البداية اعتقدنا أن الأسنان مصنوعة من مادة غير معروفة، لكننا اكتشفنا أنها مصنوعة من المواد الأساسية المكونة للأسنان البشرية: معدن هيدروكسيل أباتيت والكولاجين).