الجيش يستعيد كفرنبودة.. ومسرحية الكيماوي تثير السخرية

لقد أصبح الأمر مثيراً للسخرية، فمع كل تقدم للجيش السوري في مواجهة الإرهابيين واستعادة المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، تبدأ (معزوفة) الكيماوي التي تعزفها أوركسترا التحالف الدولي بقيادة المايسترو الأمريكي.

في زمن مضى، كانت الميديا العالمية تسخر من مفارقات كهذه، لكنها اليوم في عصر التغول الأمريكي للسيطرة على العالم، فإن هذه الميديا لا تمهد للاجتياح الأمريكي بقصف منبج فحسب، بل تصنع المشاهد وتصور الفيديوهات المفبركة، وتستأجر المخرجين والممثلين لصنع الخلفية اللازمة للعدوان الأمريكي، إن أكذوبة استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي باتت مثاراً للتندر، ويدرك السوريون جيداً أن تقدم جيشهم الوطني في مواجهته لبقايا الإرهابيين سيواجَه بأكاذيب التحالف الدولي لتبرير العدوان على بلادنا دفاعاً عن الإرهاب.

الجيش استعاد منذ أيام سيطرته على كفر نبودة في ريف حماة، رغم التعزيزات والدعم الكبير الذي دفعت به تركيا، وخسائر الإرهابيين كانت جسيمة، والأمر هنا يتعدى الرد على خروقات الإرهابيين في منطقة خفض التصعيد.

إنه مؤشر سوري على أن الصبر على وجود النصرة وحلفائها على الأرض السورية قد بدأ ينفد، وأن انطلاق العملية السياسية مرتبط بطرد الإرهابيين من الأرض السورية.

الأمريكيون وأردوغان مستمرون بالترويج للمناطق الآمنة، وسط أنباء عن تفهم بعض زعماء (قسد) للقلق التركي، بعد وساطات ووسطاء بين الطرفين، وهذا ما أدى إلى زيادة غضب العشائر والمواطنين العرب في المناطق التي تسيطر عليها قوات قسد.

المبادرات الدولية في المسألة السورية تراوح في المكان، بانتظار انفراج في التصعيد الخطير الذي سلكته الإدارة الأمريكية في منطقة الخليج العربي، في محاولة لدفع المنطقة إلى حافة البركان، وضرب عصفورين بحجر واحد، الأول: تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة من خلال تداعيات إلغاء الاتفاق النووي، والعقوبات، والثاني ارتفاع فواتير بيع السلاح الأمريكي لدول الخليج، التي كانت آخرها صفقة بمبلغ 22 مليار دولار للسعودية والإمارات. الوجود الأمريكي في المياه الخليجية والدولية القريبة دُعم مؤخراً بألف وخمسمئة جندي، رغم تصريح ترامب منذ أيام بأنه لا حاجة لزيادة عدد القوات فيها، ويبدو واضحاً أن لوبي الصناعات العسكرية والمصارف يفرض إرادته هنا.

السوريون مازالوا صامدين مع جيشهم الوطني في مواجهة بقايا الإرهابيين، وهم يدركون أن كل تقدم في هذه المسألة، يعني الاقتراب من وضع نقطة النهاية لأزمتهم التي أرهقتهم، ويعني أيضاً التوجه نحو العملية السياسية التي ستفتح الآفاق أمام الشعب السوري لرسم مستقبله الديمقراطي والعلماني.

السوريون صامدون.. ولا بديل عن الصمود.

العدد 1102 - 03/4/2024