الخارجية السورية: ما سمي بمؤتمر العشائر السورية هو التقاء العمالة والارتهان ويجسد خيانة منظّميه

الخارجية الروسية: محاولة قادة الأكراد تنظيم ملتقى للعشائر السورية تهدف لتقويض منصة أستانا

 

أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن ما سمي بمؤتمر العشائر السورية هو التقاء العمالة والخيانة والارتهان، وأن مثل هذه التجمعات تجسد بشكل لا يقبل الشك خيانة منظّميها، وأنهم لا يعبّرون عن أيٍّ من المكونات السورية الوطنية الشريفة.

وقال مصدر مسؤول في الوزارة يوم الجمعة 3/5/2019: انعقد في مدينة عين عيسى السورية التي تسيطر عليها ميليشيات مسلحة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى اليوم ما سمي بمؤتمر العشائر السورية، والذي مني بالفشل بعد مقاطعة معظم العشائر العربية الأصيلة له، ليخفض منظموه عنوانه لملتقى، أقل ما يقال عنه إنه التقاء العمالة والخيانة والارتهان.

وأضاف المصدر إن مثل هذه التجمعات تجسد بشكل لا يقبل الشك خيانة منظميها مهما حملوا من انتماءات سياسية أو إثنية أو عرقية، وأنهم لا يعبرون عن أي من المكونات السورية الحقيقية الوطنية الشريفة، وتؤكد سيرهم خلف أوهام ثبت تاريخياً استحالة تحقيقها مهما حاولوا، وخاصة في سنوات الحرب الإرهابية الأخيرة، ومهما تلقوا من الدعم الخارجي، ومهما ارتهنوا للولايات المتحدة أو غيرها بما في ذلك طيلة سنوات الحرب الإرهابية الثماني السابقة على سورية.

وتابع المصدر: ستعرف هذه التنظيمات الميليشياوية أن قبولها بما يمليه عليها المنظمون الحقيقيون لمثل هذه المسرحيات من أمريكيين وغيرهم لن يجلب لها إلا الخزي والعار ولعنة الوطن والشعب وأرواح الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن وطنهم وكرامة شعبه ووحدة أراضيه.

وقال المصدر: إن الجمهورية العربية السورية، إذ تنظر بعين الازدراء إلى مثل هذه الاجتماعات التي لا تفهم معنى الوطن ومصالحه وحاضره ومستقبله، تدعو الدول الغربية الداعمة له والمشاركة فيه سراً أو علناً إلى الالتزام بما تتشدق به ليلاً نهاراً، واحترام قرارات مجلس الأمن التي أكدت جميعها على أهمية وحدة أرض وشعب سورية، والتأكيد على سيادتها واستقلالها، وتطالب كل السوريين الشرفاء وخاصة في شمال سورية وشرقها بتصعيد مواجهتهم لهذه المحاولات الدنيئة ولكل من يقف خلفها أو يشجع عليها.

من جانب آخر، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالسعي لضمان وجودها في سورية عبر الاستفادة من التشكيلات الكردية الانفصالية، معتبرة أن محاولتها تنظيم ملتقى للعشائر السورية تهدف لتقويض منصة أستانا.

وقالت الخارجية الروسية، في بيان أصدرته يوم الجمعة 3/5/2019: (تتبع الولايات المتحدة بالتعاون مع حلفائها أسلوباً ممنهجاً نحو تحقيق حل للأزمة السورية، يهدف استثنائياً إلى ضمان وجود طويل الأمد لها في سورية، ويجري من أجل ذلك إشراك جزء من التشكيلات المسلحة الكردية المتميزة بميولها الانفصالية، والتي لعبت في وقت ما دوراً معيناً في محاربة داعش، والآن تسعى بدعم الولايات المتحدة إلى إقامة كيان على غرار دولة، في الجانب الشرقي من نهر الفرات).

وأضافت الوزارة: (حاول بعض القادة الأكراد المعينين، يوم 3 أيار، في ناحية عين عيسى، وبدعم من المشرفين الغربيين، تنظيم مؤتمر العشائر السورية، وبعد الفشل في تحقيق تمثيل عربي واسع، اضطر منظمو المؤتمر الزائف إلى خفض صفته لدرجة ملتقى).

وشددت الخارجية الروسية على أن (واشنطن خصصت مبالغ مالية كبيرة لرشوة النواب، علماً برفض معظم زعماء العشائر العربية شرقي الفرات فكرة إجراء هذا المؤتمر)، مبينة أنه (من المعروف أن المنظمين لم يترددوا في تجنيد المشاركين من مخيمات النازحين، بينها مخيم الهول المعروف بأوضاعه المحزنة، حيث يقيم فيه أسرى معذبون بالمجاعة ومستعدون لكل شيء من أجل إنقاذ حياتهم. كما تم اللجوء أيضاً إلى الابتزاز وحتى أساليب تشمل استخدام القوة).

وأشارت الوزارة إلى أن (من الواضح أن هذه الفعالية تهدف إلى تقسيم البلاد، وتنتهك بشكل سافر المبادئ التي تؤكدها الأمم المتحدة والخاصة بالحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وسيادة دولتها، بما في ذلك تلك التي ينص عليها القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي).

وعدّت الوزارة أن هذا الملتقى (يؤدي إلى دورة جديدة من توتر الأوضاع، ويدمر الأساس الهش الذي يتيح تحقيق توافق وطني في الدولة السورية متعددة القوميات)، مشددة على أن (هذه العملية وبلا شك، تهدف إلى تقويض جهود المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الضامنة لمنصة أستانا والخاصة بحل الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن).

وكان (مجلس سورية الديمقراطية)، الجناح السياسي لـ (قوات سورية الديمقراطية) التي تسيطر بدعم من الولايات المتحدة على هذه المنطقة، قد نظم في ناحية عين عيسى في محافظة الرقة، يوم الجمعة 3/5/2019، (ملتقى العشائر السورية) أعلن فيه قائد هذه القوات رفض أسلوب (المصالحات) الذي تتبعه الحكومة السورية لتسوية الأوضاع في المناطق المحررة من قبضة المسلحين، مؤكداً الاستعداد للحوار مع دمشق.

العدد 1104 - 24/4/2024