شوعم يصير | رحمة.. بالتّذكير
مادلين جليس:
لم يتسنّ لأحدٍ أن يعرف مقدار الفرح الذي شعرت به وزارة التجارة الدّاخلية وحماية المستهلك حينما بثّت إلى المواطنين خبر وعود التجّار بعدم رفع الأسعار، وخاصة أنها المسبّب في ذلك على حدّ ما يُفهم من الخبر الذي نشرته صحيفة محليّة وجاء فيه: (ودعا النّداف لأن يكون شهر رمضان شهرَ الرحمة والخير بالنسبة للمواطنين، من خلال توفير تشكيلة واسعة من مختلف السلع والمواد الغذائية ولزوم سفرة رمضان، وفق أفضل المواصفات والنّوعية وبأسعار قريبة من أسعار التكلفة، فيما أكد أصحاب ووكلاء شركات عدة أنهم سيطرحون منتجاتهم بأسعار مخفضة، و لن يرفعوا سعر أي سلعة من منتجاتهم على الإطلاق خلال شهر رمضان والأعياد، مع طرح بعض منتجاتهم عبر السورية للتجارة للمشاركة في عملية التدخل الإيجابي بالأسواق)”.
يبدو أنّ حملة الكلمة الطيبة التي بدأ بها مصرف سورية المركزي لقيت استحساناً لدى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، حينما ذكّر وزيرها التجّار بأنّنا مقبلون على شهر رمضان، والأصح أنّه ذكّرهم أنّ شهر رمضان هو شهر الرّحمة والخير.
لا ضير في ذلك إن التزم التّجار بذلك حقاً وتناسوا من اليوم الثّاني للشهر الفضيل أنّه شهر الرحمة والخير، الرّحمة بالمواطن الذي انخفضت قدرته الشّرائية إلى أقل من الرّبع، بسبب طمعهم وجشعهم واستغلالهم للظروف، المواطن الذي لم يعد يصدّق وعودهم الرّنانة ولا أخبارهم المضلّلة.
حبّذا لو نظرت الوزارة مسبقاً إلى الأسعار التي ارتفعت قبل أن تبشّرنا بوعود التّجار، فأقلّها أن أجور التكاسي تضاعفت، ولا رقيب ولاحسيب، أما المواد الغذائية التي لا بد منها، فبدأت بالتصاعد تدريجياً، ولا أحد يهتم، إضافة إلى طرح تشكيلة واسعة من الألبسة بأسعار ليس لها علاقة بالأسعار السورية لا من قريب ولا من بعيد.
ولكن ما يبث البشرى أكثر من ذلك، شكاوي المواطنين من الارتفاع الكبير للأسعار في طرطوس وعدد من المحافظات، وعدم قدرتهم على شراء المواد الأساسية في ظل هذا الارتفاع، فهل يمكن أن التجّار في المحافظات الأخرى لم يعلموا بعد أننا أصبحنا في شهر رمضان، أم أنهم لم يجدوا من يذكّرهم أنه شهر الرحمة والخير؟!