شو عم يصير؟! | فشل جماعي

مادلين جليس:

اسمعوا أيها السوريون، لم يعد النجاح هو الشرط الرئيسي في جميع الطلبات التي تقدمونها في سبيل البدء بعمل جديد او الانتساب لأحد النشاطات أو الجمعيات، ففي آخر الأخبار أنه قد نشأ في الفترة الأخير ما يسمى بـ(جمعية الفاشلين) في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من غرابة هذا الاسم وما يحمله من فكاهة وظرافة تجعلنا نستبعد الأمر، إلا أنه حقيقة حاصلة، كما أنه يبدو حلاً ناجعاً لكثير من الأشخاص الذين يشكلون عبئاً على المجتمع، أو الذين يشعرون أنهم لم يجدوا لأنفسهم مكاناً في الوظائف والاختبارات.

أما شروط الانتساب لهذه الجمعية فهي صارمة جداً، إذ يتوجّب على المتقدم أن يثبت أنه فاشل في المدرسة، وفاشل في الزواج، وفي العمل، إضافة إلى فشله في العلاقات الاجتماعية كلها.

المضحك في ذلك أن رئيس هذه الجمعية ألف كتاباً بعنوان (كيف تصبح فاشلاً) وطرحه في الأسواق ولاقى الكتاب رواجاً ونجاحاً كبيرين مما دعا أعضاء هذه الجمعية إلى اجتماع عاجل وقرروا فصل المدير بتهمة النجاح.

فكم من المسؤولين حولنا يلزمهم حقاً الانتساب إلى هذه الجمعية، خاصة بعد فشلهم في حل أزماتنا، وفشلهم الأكبر في إقناعنا بعدم وجودها، ومن ثم فشلهم في تقديم حلول صحيحة تصب في مصلحة الوطن والمواطن على حد سواء، كم من الوزراء والتجار ورجال الأعمال والمديرين يحتاجون إلى هذه الجمعية تضمّهم، بعد أن فقدوا مصداقيتهم لدى جميع فئات الشعب؟!.

أم أنه يجب علينا تأسيس جمعية سورية نسميها جمعية التصريحات والوعود الفاشلة، نضم إليها كل من كذب على المواطن، وكل من ادّعى العمل لمصلحته، وكل من ساهم بشكل أو بآخر بخلق الأزمات المعيشية التي نعاني منها، وساهم بشكل أكبر في انخفاض مستوى المعيشة وارتفاع الأسعار، وانتشار الفساد والتهريب والاحتكار والغش.

فهل تنجح هذه الخطوة؟!

وهل يعقل أننا بعد نجاحها سنؤسس جمعيات على غرارها تضم فيها الفاشلين من جميع المستويات؟!

أغلب الظنّ أن هذه الجمعيات المستقبلية ستشهد طلبات انضمام بالجملة، فلا يعد طلب الانضمام لمدير أو مسؤول فقط، بل سيشمل الطلب مؤسسة كاملة، ووزارة بكل أفرادها، من الوزير وحتى الحرّاس على الأبواب.

العدد 1102 - 03/4/2024