مشفى سبّه في ريف صافيتا مازال رهن التأخير.. فإلى متى!؟

رمضان إبراهيم:

ربما لا نظلم أحداً إن قلنا إن الأزمة والحصار وفروق الأسعار باتت شمّاعة لكل المشاريع المتأخرة، سواء أكانت في القطاع العام أو الخاص، وربما يكون ذلك مبرراً في بعض الأحيان إن لم تتجاوز المدة سنة أو أكثر بقليل.

لكن أن يتأخر المشروع لأكثر من عشر سنوات، فهذا يعني أن هناك تأخيراً لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة كانت.

فهل يعقل أن مشروعاً لبناء مشفى سبّه في ريف صافيتا الشرقي، الذي تبرع به أحد رجال الأعمال، جاهز منذ أكثر من 10 سنوات وحتى الآن لم يبدأ استثماره رغم الحاجة الماسة إليه، لأنه يقع في منطقة لا يوجد فيها أي مشفى حكومي علما أن المبنى جاهز من حيث الهيكل والإكساء.

مديرية الصحة بطرطوس التي تبين لها أنه بحاجة إلى إصلاحات وأعمال تنسجم مع الغاية منه وجدت ضرورة في إجراء الدراسات اللازمة، ثم تم التعاقد مع شركة البناء والتعمير في طرطوس للتنفيذ، وباشرت الشركة منذ نحو خمس سنوات العمل، وصدرت تصريحات عديدة من المعنيين تفيد بأنه سيوضع بالخدمة مع حلول عام ٢٠١٦.

علماً أن المحاضر والكتب المتبادلة بين الشركة ومديرية الصحة والمحافظة كثيرة جداً، ويتبين من خلالها أن التأخير لا علاقة له بالأزمة، بل بأشياء اخرى سيتأخر المشفى كثيراً حتى يتم تجاوزها ومن ثم يوضع في الخدمة.

مديرية صحة طرطوس التي هي صاحبة الكلمة الاولى والاخيرة تقول إنها تتابع هذا المشروع بشكل دقيق، وتعمل على وضعه في الخدمة بأقرب فترة ممكنة.

أما إدارة شركة البناء فتتحدث عن معاناتها في التوريد والتركيب وفروق الأسعار والصرف، وتؤكد أنها ستتعرض لخسائر كبيرة ليس بإمكانها تحملها في حال لم يتم تعديل الأسعار والعقود.

لقد قام المتعهد المورد الثانوي بتقديم دعوى إلى القضاء، وتم إعفاؤه من تقديمها، وحتى الآن لم يتقدم للشركة أي عرض فني رغم الإعلانات المتكررة، وعلى الرغم من تعديل الشروط الفنية لهذه المحولات لتسهيل عملية توريدها.

وإضافة إلى كل ما تقدم فإن هناك من يقول من داخل الشركة إن هناك مبررات للتأخير تتعلق بالدراسة وملاحق العقد، منها أنه منذ بداية العمل تبين وجود أخطاء فنية في الدراسة تم المراسلة بها وإيجاد الحلول من مديرية الصحة، وهي مثبتة بكتب رسمية كثيرة والتأخير مبرر بموجب مذكرات تبرير جزئية مصدقة أصولاً من مديرية الصحة.

كما تبين الحاجة إلى أعمال ملحق عقد تم تكليف الشركة التعاقد لتنفيذه بتاريخ 22/8/2016 ومعظم أعماله مترابطة مع أعمال العقد الأساسي، ما أدى إلى التأخير في تنفيذ الأعمال، وأيضاً الحاجة إلى تنفيذ أعمال زائدة عن العقد والملحق وتم تكليفها بتنفيذها وقامت الشركة بتنفيذ معظم هذه الأعمال على الرغم من عدم صرف قيمتها حتى نهاية أعمال المشروع أصولاً.

إن توقف وتعثر هذا المشروع الذي ينتظره السكان في صافيتا وريفها منذ أكثر من عشرة أعوام نضعه بتصرف المعنيين فهل سننتظر طويلاً، أم ستتم المعالجة في أقرب وقت!؟

العدد 1104 - 24/4/2024